وشداد الذي ينسب إليه هو جدُّه لأمّه وبه يعرف.

القاضي الإمام الصاحب من أهل الموصل قاضي قضاة حلب، ذكره الصاحب السعيد أبو القاسم عمر بن أحمد بن أبي جرادة في كتابه، وقال: أشتغل في صدر عمره بالقرآن الكريم، فأحكم فنونه. قال لي: لزمت القرطبي إحدى عشرة سنة، وقال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة فيما يرى النائم وكان معه شخصان يغلب على ظني في النوم أنَّهما أبو بكر وعمر – رضي الله عنهما – وكأنني جعلت أمشي بين يديه صلى الله عليه وسلم خدمة له، وآخذ الأحجار من طريقه بيدي اليمنى وأضعها في يدي اليسرى وألقيها فمشيت هكذا بين يديه. ثم خطر لي أن ألتفت إليه وأسأله أن يدعو لي فلما هممت بذلك، قلت في نفسي: لا أترك خدمته صلى الله عليه وسلم لحظ نفسي؛ فمررت بين يديه على حالي ولم أسأله /175 ب/ شيئًا إلاّ أني استيقظت.

قال الصاحب أبو القاسم: وكذا كانت عادته وحاله؛ فإنَّ جلّ أموره كانت لله تعالى، وفيما يعود إلى الأمور الشرعية، ولم يكن لنفسه كبير حظّ في ذلك. وإذا اجتمع له الأمران غلب جانب الشرع على حظ نفسه، وتوفي رحمه الله تعالى – وقت أذان الظهر يوم الأربعاء الرابع عشر من صفر من سنة اثنتين وثلاثين وستمائة. وصلّى عليه نائبه القاضي زين الدين أبو محمد عبد الله بن عبد الرحمن الأسدي بالمسجد الجامع بعد صلاة العصر، ودفن بالتربة التي أتخذها لنفسه بين المدرسة ودار الحديث اللذين وقفهما – رحمه الله تعالى – وكانت ولادته من سنة تسع وثلاثين وخمسمائة عاشر رمضان.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015