حتَّى بدا الهجران منه والقلى ... وتعذَّر التَّسال والتَّسليم

لا أمرعت أرض العراق لبعدكم ... أبداً ولا جادت عليه غيوم

/174 ب/ وسقى قويقًا والعواصم عارض ... يسري وعقد نطاقه مفصوم

وأنحلَّ خيط المزن في حلب ولا ... بخلت على تلك البقاع نجوم

وسرت على درب البنات عليلة ... ريح الصَّبا وتجنَّبته سموم

جربتكم وخبرتكم فوجدتكم ... طابت فروعكم وطاب الخيم

فعليكم منِّي السَّلام مواصلاً ... ما ناح قمريٌّ وهبَّ نسيم

وأنشدني أيضًا لنفسه: [من الكامل]

يا سائق الأضعان تعتسف الدُّجى ... دعها فقد بلغت جنابًا ممرعا

وصلت قويقًا والعواصم فانثنت ... من بعد قطع البيد حسرى ظلَّعا

بلغت بنا حليًا ولم يبق السُّرى ... للسير والإدلاك فيها موضعا

عرِّج على درب البنات فلي به ... قلب متى ذكر الشَّريف تقطَّعا

وقل السَّلام عليك من متجنِّب ... ما كمَّل التَّسليم حتَّى ودَّعا

قمر متى حدر اللِّثام تبرقعت ... شمس النَّهار خجالة أن تطلعا

فارقته والدمع يغرق ناظري ... والوجد يحرق قلبي المتصدِّعا

ألغى مواثيق الإخاء ولم يزل ... واهي المودَّة للعهود مضيِّعا

لم تطعم الأجفان بعد فراقه ... غمضًا ويأبي الشَّوق لي أن أهجعا

([968]

/175 أ/ يوسف بن رافع بن تميم بن عتبة بن محمَّد بن عتّاب، أبو المحاسن الأسديُّ بابن شدَّاد.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015