[967]
يوسف بن الحسين بن يوسف بن أبي نصر بن حمَّاد بن العتائقي، أبو المظفر السيبانُّي.
أخبرني أنه ولد بالحلة المزيديةّ في المحرم سنة خمس وتسعين وخمسمائة.
رجل متصرف تولّى في الديوان العزيز أعمالاً جليلة، وينتمي إلى الأدب وقول الشعر، ويحفظ حماس أبي تمام حفظا جيداً، وكتاب اللمع لابن جني.
رأيته ببغداد سنة تسع وثلاثين وستمائة وكتبت عنه مقطعات من شعره، ومما أنشدني لنفسه إملاءً من لفظه: [من الكامل]
راحت خيول [الشَّوق] راكضة ... بحشاي لمَّا ظلت ترتكض
يا من لقلبي من لواحظه ... مرض كما بجفونها مرض
الله في دم عاشق دنف ... لم يبق فيه جوهرا عرض
إن كان سفك دمي لكم عرض ... يا حبَّذا لرضاكم الغرض
/174 أ/ وأنشدني أيضًا قوله في ترتيب كتاب الأزهري يعلم بها: [من الطويل]
عجيب حمام هجن خلَّة غادر ... قديماً كأن جدَّلن شلو ضلوعي
صوادح زّيَّارات زور طوالع ... دوالج تهديها ظلال ذريع
ثووا رقدة لم ندر فيهم بروحها ... مغيبي إذ يممتها وطلوعي
وانشدني لنفسه من أبيات كتبها إلى بعض أصدقائه وقد سافر بعد مودّة كانت بينهما إلى بلاد الشام: [من الكامل]
هيهات يوفى بالمودَّة راحل ... أرخى عقود الودِّ وهو مقيم
إن كان أحدث سلوة عن ودِّنا ... عمداً فأيُّ هوى تراه يشيم
قد كنت أحسب أن سيعثه الهوى ... نحوي ولو أنَّ الفراق جحيم