أرى نارنا بعد الإنارة قد خبت ... وقد باخ منها جمرها المتأجِّج

ولم يبق منها القرُّ غير ذمائها ... فكانونها من ريح كانون أسمج

وقد شفَّ عن داني خداها رمادها ... كما شفَّ عن زهر الكواكب زبرج

وقوله في بخيل: [من السريع]

يا باخلاً من لؤمه قلَّما ... يلقح جودًا وعده الخنثى

/141 ب/ عرضك مسوٌّ غدا وجهه ... كأنَّه بشِّر بالأنثى

وقال يصف سفينةً: [من الكامل]

وسفينة باتت تخبُّ بنا الدُّجى ... غسقًا وثوب ظلامه قد أنهجا

وبنات نعش في السَّماء كأنَّها ... ركب أشار إلى النُّزول فعرَّجا

مرَّت بنا شهراً تسير كأنَّما ... رامت من الدُّنيا بنا أن تخرجا

فهي المطيَّة لا تبيت من السُّرى ... رزحى ولا يدمي مناسمها الوجا

كالسَّهم تحمل كلَّ أشعث ساهم ... يبكي ويضحك للمخافة والرَّجا

بينا غدت تسري وأسلك قلعها ... حادي النَّسيم إلى الهداية منهجا

هاجت لنا ريح تمخِّض بحرنا ... فارتجَّ منها مزبداً وتموَّجا

فهناك ألقينا المراسي خيفة ... من زعزع هو جاء كانت سجسجا

وعلت من الركب المكثّر ضجَّة ... من هولها فكأنِّ ليلاً قد دجا

وإذا بطرف البحر بعد شماسه ... يغطي القياد لراكبيه قد سجا

حتَّى إذا طاب الهواء وأقلعت ... بعد الوقوف بنا وثقَّفها النَّجا

عجنا بسيف جزيرة مهجورة ... عبث النَّسيم بزهرها فتأرجَّا

/124 أ/ فتباشرت أرواحنا وتلطفت ... همَّ السُّرور بهمِّنا فتفرَّجا

وله يصف دوحة: [من الرمل]

لست أنسى يومنا في دوحة ... زخرفت أرجاؤها ذات أرج

وبها فاءت علينا سرحة ... تذهب الهمَّ وتأتي بالفرج

طور بواسطة نورين ميديا © 2015