يا ساقي الرَّاح إن أنست منه رضًا ... يومًا وفارقه سكراّ تعجرفه

فاشرح له عن خلا من كاشح وصغا ... ضرِّي وقد زاد عمَّا كنت تعرفه

يعقوب فقدك يسمو طرف همَّته ... شوقًا إلى مصر حسن أنت يوسفه

واعتبه وأشك إليه ما أكابده ... منه عسى رقَّة الشَّكوى تعطِّفه

ونقلت أيضًا عن خطِّه شعره: [من البسيط]

ألفتها حلوة الأعطاف كالألف ... صدوفة ثغرها كالدُّر في الصدَّف

تريك وجنتها في الخدِّ إن سفرت .... ناراً من الحسن في ماء من التَّرف

أنفاسها عنبر ورد لمنتشق ... وريقها قرقف صرف لمرتشف

وتحت حلَّتها غصن لمعتنق ... وفوق وجنتها ورد لمقتطف

/120 أ/ يغدو المعانق من أنفاسها عطرًا ... كأنَّما أنفه في روضة أنف

يا من تغير رماح الخطِّ قامتها ... باللَّون واللِّين والتَّقويم والهيف

ما آن أن تتلافي بالوصال فتى ... يرجو الشِّفاء وقد أشفى على التَّلف

ما كان أسعدني لو أنًّ لطفك بي ... بقدر ما فيك من غدرٍ ومن جنف

وقال أيضًا: [من السريع]

يا للورى قد كان بي رمق ... فاغتاله يوم النَّوى الحدق

فالقلب خوف البين مضطرب ... أحشاؤه مقروحة خفق

ليت المطايا لا سرت بهم ... عني وسدَّت دونها الطُّرق

ساروا فما سرُّوا ببعدهم ... قلبي ولا عنُّوا ولا رفقوا

أودعتهم إذ ودَّعوا جلداً ... أفناه من تفريقهم فرق

وقوله: [من الطويل]

أقول وقد قلَّبت في النَّاس ناظري ... فلم أر إلاَّ خائنًا ومنافقا

أيا ليت أنِّي متُّ طفلًا وليتني ... وقد طال عمري لا عرفت الخلائقا

ولم أنفرد يا صحبيَّ مجنِّبًا ... عن النَّاس لو أنِّي مواف موافقا

/129 ب/ ولكن وجدت النَّاس لمَّا أختبرتهم ... محبًا محاب أو شفيقًا مشاققا

خليليَّ من لي أن أصادف صادفًا ... عن الغدر مثلي أو أصادق صادقا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015