وقال في غلمان دخلوا الحمام: [من الكامل]
شدُّوا المازر فوق كثبان النَّقا ... حفراً فحلُّوا عقد نسكى والتُّقى
وتجرَّدوا فرأيت لين معاطف ... نشروا ذوائبهم عليه فأروقا
وبدوا فأطلع كلُّ وجه منهم ... بدرًا وأضحى كلُّ قطر مشرقا
من كلِّ أهيف حلَّ عقدة بنده ... وغدا بلحظ عيوننا متمنطقا
خالسته نظرًا لأقطف وردةً ... من روض وجنته فأغضى مطرقًا
فكأنَّ في الحمَّام سرب جاذر ... نظر القنيص فظلَّ منه مشفقا
وقال أيضًا: [من الوافر]
لقد أكثرت مدح بني فلان ... وكنت بان أذمهم خليقا
أطلت رشاء دحهم لأني ... وجدت قليب جودهم عميقا
وقال أيضًا: [من الخفيف]
/130 أ/ وفتاة من هجرها بات قلبي ... قلقًا مثل قرطها والنِّطاق
غادة سنجريَّه الأصل والفصـ ... ل غزاليَّة الطُّلى والماقي
ذات قدٍّ كالغصن في اللِّين يعلو ... م محيًا كالبدر في الإشراق
جال في صفحتيه ماء شباب ... راق حسنًا فشبَّ نار أشتياقي
رمقتنا شزراً فلم تبق في الأجـ ... ساد إلاَّ أواخر الأرماق
قلت: هل زورة فصدَّت وقالت ... مه فضرب الأعناق دون عناقي
وأرتني تكبُّرا ما عليه ... لمحة من مكارم الأخلاق
وتثنت عجبًا فقلت لها ما أسـ ... مك يا بابليَّة الأرياق
قالت: أسمي قسا فناديت بل قلـ ... بك يا محنتي على العشَّاق
وقال خمرية: [من الطويل]
إلا سقِّيانيها فقد نفح المسك ... ولا تحبساها بعد ما صدح الجنك
وطوفا بها حبِّيبة حبيبة ... مشعشعة كالتِّبر أخلصه السَّبك