إلى مها الأبرق الغادي تشوُّقه ... لا بل إلى برقه البادي تشوُّفه

نائي الهجوع نحيل الجسم شاحبه ... هامي الدُّموع مروع القلب مدنفه

بدمعه تبعث الذكرى ومهجته ... الحرِّى فنظر بها شوقًا وتذرفه

ولا كتاب بذكراكم يعلِّله ... ولا رسول بلقياكم يسوِّفه

يا برق حيِّ عذاري حيِّ كاظمة ... عن مغرم عزَّ لولاهم تأسُّفه

/128 أ/ فلي بأجرعها المأهول سانحة ... تغار باناته منها وأحقفه

فلست أدري أغيل صال مشبله ... طرافها أم كناس عنَّ مخشفه

ويلاه من ظالم لمَّا غدا كلفي ... طبعًا به بان في وعدي تكلُّفه

عبل مقرطقه شخت ممنطقه ... غال مقبَّله عال مشنَّفه

حلو القوام شتيت الثَّغر أشنبه ... مورَّد الخدِّ ساجي الطَّرف أوطفه

أنهى الجمال سجاياه وأبرزه ... للغصن يذويه أو للبدر يكسفه

ظبي حكاه أسمه خلقًا وخالفه ... فعلاً وشابهه خلقًا مصحفه

بسيف جفنيه يحمي ورد وجنته ... فليس نجس بالأحداق نقطفه

يغزو النُّفوس بجيش من محاسنه ... والقدُّ ذابله واللَّحظ مرهفه

ما قابل الشُّهب إلاَّ حار أنورها ... أو بان للبان إلاَّ غار أهيفه

يرنو بفاترة لو لام أكحلها ... للنرجس الغضَّ منه مضعفه

قال الوشاة وقد ماجت روادفه ... فكاد من حملها ينقدُّ مخطفه

ما للملاحة فيه قلت: أبدعها ... وما من الحسن فيه قلت: أظرفه

قسا ولنت فهل خل يعوج على ... صبٍّ يسليِّه أو قطِّ يلطِّفه

/128 ب/ تبارك الله كم يجني عليَّ وكم ... أحنو ويظلمني بغيًا وأنصفه

وكم يعاهدني عهدًا وينقضه ... عمدًا ويوعدني وعدًا ويخلفه

ناديت والكبر ينهاه ويأمره ... والعجب يقدمه والتيه يردفه

فتكت يا طرفه الشَّاكي بقلب فتى ... يعنو لناظرك النَّبال أكشفه

طور بواسطة نورين ميديا © 2015