يدل بكلِّ ناب غير ناب ... يبل سناه مثل سنان ألَّه

/127 أ/ له زأر يروعنا ووجه ... كريه للردى فيه أدلَّه

وله يصف فرسًا: [من الطويل]

وأدهم لو جارى الرِّياح لفاتها ... يروق جمالًا بل يروع صهيلا

كقطع الدُّجى لونًا وكالنَّجم غرَّة ... وكالبرق جريًا والصَّباح خجولا

وقال أيضًا: [من البسيط]

يا من حداني على قتلي تمنُّعه ... وضرَّني بتماد ليس ينفعه

أنظر إلى ولهي لطفًا بعين رضًا ... فالحرُّ مثلك أدنى القول يخدعه

ما مات راوي حديث السِّحر حين غدا ... عن ناظريك إلى هاروت يرفعه

رفقًا بمضنى سهام اللَّحظ ترشقه ... إذا رآك وأفعى الصُّدغ تلسعه

لو زاره طيفك المزورُّ عن ملل ... في النَّوم لم يدر ضعفًا أين موضعه

لم يخل في الحبِّ من خلٍّ يعنَّفه ... بالعنف فيك ومن لاح يقرِّعه

يخفى هواك من الواشي وقد نطقت ... عن وجده بلسان الحال أدمعه

ما أبعد الصَّبر والسُّلوان من دنف ... يروم قربك والأيَّام تمنعه

يزوره منك طيف ما تقدَّمه ... وعد وير حل عنه لا يودِّعه

/127 ب/ ونقلت من خطّه شعره ما قال في الغزل: [من البسيط]

لو كنت شاهده والحزن يرعفه ... من ناظريه وحمل الحبِّ يضعفه

والعيس قد ثوَّرت والحيُّ مرتحل ... وقد طغى الوجد حتَّى كاد يتلفه

واليأس يطويه والآمال تنشره ... لهال طرفك يوم البيت موقفه

يا غائبين أرحموا من ذل حين رأى ... فرط الخضوع لكم ممَّا يشرفِّه

صبٌّ أقرَّت بسرِّ الحبِّ أدمعه ... طوعًا وأثبت دعواها تلهُّفه

نديمه همُّه والنوُّح مطربه ... والحزن والدمَّع ساقيه وقرقفه

يهوى الكرى جفنه الباكي ولو سنةً ... عساه منكم بوصل الطَّيف يسعفه

طور بواسطة نورين ميديا © 2015