لا ردَّ دونك باب الخير فاتحه ... فباب فضلك عنَّا غير مردود
فأجابه أبو جعفر بهذه الأبيات 0 وأنشدنيها: [من البسيط]
أمخلص الدَّين قد أوليتني مننا ... ما شكر أيسرها عندي بمحمود
وقف منك على نظمٍ أدار على ... سمعي وفهمى ولبَّي بنت عنقود
لقد ملكت به ودِّي الصَّريح كما ... أوردتني منه بحراً غير مورود
منحتني منه جوداً ما برحت إلى ... نفائس من حلاه ثانياً جيدي
والله يعلم أشواقي إليك وما ... جنت يد البعد من همِّى وتسهيدي
وما نثرت بذاك القطر من دررٍ ... عليك في كلَّ نادٍ منه مشهود
ويوم القي محيَّاك الجميل فذا ... ك اليوم عيدي من حسن به عيدي
بقيت للفضل تبديه فأنت له ... كالماء للعود بل كالنَّار للعود
/216 ب/ ومن نثره ما كتبة إلى الصاحب الإمام كمال الدين أبي القاسم عمر بن أحمد بن هبة الله بن أبي جرادة الفقيه الحنفي المدَّرس العقيلي - أسعده الله تعالى - من حمص عند توجهه إلى خدمة السلطان الملك الناصر صلاح الدين أبي المظفر يوسف بن محمد بن غازى - خلَّد الله ملكه – بدمشق، يعرّفه بوصوله:
"أدام الله نعمة المجلس السامي كمال الدين؛ ولا زالت محامده مفروضة، ومننه على الأعناق مفضوضة، والمسار على سمعة وقلبه الشريف معروضة، ولا برحت يده بالإحسان مبسوطة، وأيدي الحوادث عنه مقبوضة.
الخادم ينهي أنَّه سطر خدمته هذه من حمص وقد هبَّ عليه من /217 أ/ حمص، وقدم عليه من نسيم الاقتراب من الخدمة الشريفة السلطانية ما أحيا روحه، وبعث إليه مسيحة، وهاج أشواقه وتباريحه، واستشعرت نفسه سعادة المثول بأبوابها، واستنار جبينه لما سيباشره من ترابها، وتيقن أعتاب دهره عند تقبيله عتباتها، ونجاح سعيه بوقوفه في مواقف عبيدها وأهل موالاتها، والله تعالى يقرب له ميقات الاستسعاد بمرأى عظمتها التي تخشع لها البصار، وتخضع لها