لقُّبوك شهاب الدِّين فاختصروا ... لو انصفوك لقالوا السبعة الشُّهب
سمعت عنك حديث الجود يسنده ... ذوو الرَّجاء ولا مين ولا كذب
وعاقتي عنك غيث لم يزل كندى ... يديك يهمي على الدُّنيا وينسكب
لولاه ما فاتني حجٌّ إليك ولا الـ ... ــــــتزام ذيلك إن نابتني النُّوب
وقد بعثت أخي عمداً لتكرمه ... فكن به محسناً دامت بك الرُّتب
قال: فكتبت إليه الجواب عنها بهذه الأبيات على الوزن والقافية: [من البسيط]
/206 أ/ يا فاضلاً قد سقانا من بلاغته ... مدامةً فبنها من شربها طرب
ويا أخاً سمح الدَّهر البخيل به ... والفضل مذ كان في أبنائه نسب
قد هاج نظمك لي شوقاً إليك غدت ... بحر أنفاسه الأحشاء تلتهب
وشب فيَّ غراماً زاد ني كلفاً ... وددت منه بأنِّي جارك الجنب
فلو عرفنا مكاناً أنت فيه لزر ... ناه ولو سحبت أذيالها السُّحب
بل لو منحناك دنيانا وما ملكت ... أيماننا لفعلنا بعض ما يجب
فقد بلغت من الإحسان منزلةً ... نصيب من رام فيها شأوك النَّصب
وأملى علي من إنشائه هذه الرسالة، ثم وصلها شيء من شعره؛ وهي جواب أبيات كتبها إليه الصاحب الإمام كمال الدين أبو القاسم عمر بن أحمد بن هبة الله الخفي العقيلي - أدام الله أيامه -:
"يقبل اليد الشريفة المولوية القاضوية الإمامية العالمية المالكية الكمالية أعلاها الله ورفعها / 206 ب/ وأولاها بطسةً وأوسعها، ونظم فيها أشتات المكارم وجمعها ... وينهي أولاً أشواقه التي هي في كل الأوقات متزيدة، وغرامه الذي قلبه منه في نار موصدة، ووحشته لذلك المحيَّا الذي محاسنه للقلوب مستبعدة، ورغبته إلي الله تعالي في أن يجعل أيام الاستسعاد بلقائه غير مستبعدة.
وثانياً ورود الكتاب الكريم علي يدي مملوك المولى عّز الدين، فأقبل المملوك عليه، وتناوله من يديه، ووضعه علي عينيه، وهزَّ طرباً عطفيه، ووقف من فحواه علي بديع المقال، ورأي السحر الحلال،