(أمرُّ علي الديار ديار ليلي ... أقبِّل ذا الجدار وذا الجدارا)
/204 ب/ وأذري أدمعاً لو انبتتها ... جنيت من القلوب بها ثمارا
ورحت أرى بنفسي من تنائي ... مزاركم فتوراً وانكسارا
أسير هواكم وأودُّ أن لا ... يفك الدَّهر لي منه إسارا
فلا أخلت معالمك اللَّيالي ... ولا أقصت لك الأيَّان دارا
ولا زالت عراصك آهلات ... تفيض ندًي وتزداد اخضرارا
وأنشدني لنفسه فيما يكتب على حلقة باب دار: [من الطويل]
علوت على باب علا الباس رُّبه ... نوالاً وإحساناً فحسبي بذا فخرا
أنا العروة الوثقًى من الفقر للورى ... فمن صافحتني كفُّه أمن الفقرا
وأنشدني لنفسه ما يكتب على مفتاح: [من الطويل]
إذا عدَّ أهل الفخر غرَّ مناقب ... سما كل ذي طول بها من يطاوله
فخرت بأن صافحت راحة مالكً ... مفاتيح أرزاق العباد أنامله
وأنشدني أيضاً: /205 أ/ لنفسه حين فتح الملك العزيز محمد بن غازي بن يوسف – رحمه الله تعالى – شيزر، وكان صاحبها يومئذ شهاب الدين أبو المحاسن يوسف بن مسعود، عاصياً عليه فلما ومل إليها لم يمكنه العصيان بها، ونزل وسلَّمها طائعاً. وصارت مضافة إلي مملكة الملك العزيز غياث الدين: [من البسيط]
يا مالكاً خافت الأملاك سطوته ... وعمَّ إحسانه الدَّاني مع القاصي
لمَّا رأت شيزر رايات نصرك في ... أرجائها ألقت العاصي إلي العاصي
والعاصي هذا المشار إليه اسم نهر يمرّ تحت قلعة شيزر.
وأنشدني، قال: كتب إليّ /205 ب/ من ينتمي إلى قول الشعر بهذه الأبيات:
[من البسيط]
ما كلُّ من قال مدحاً فيك يكتسب ... وان أقلَّ فمود بعض ما يجب
ما فوق مديح المادحين له ... إن لم أقل فيك قال الجود والحسب
مولاي ما البدر محتاج إلى مدح ... كماله في المعالي شاهد عجب
فقت الكرام فأنت الغيث إذ بخلواً ... واللَّيث إن جبنوا والسَّهل إذ صعبوا