فانظر فقد أسبل الرَّاووق أدمعه ... لمَّا رأى دم دنَّ الخمر قد سفكا

خمرٌ يدور بها بدرٌ علا غصنا ... من الأراك نضيرًا ليِّنًا حركا

معقرب الصُّدغ لو لاحت معاطفه ... ليوسف الحسن يومًا ظنَّه ملكا

وقال أيضًا: [من البسيط]

رسمٌ لعزَّة قد أقوت مغانيه ... راحت سحاب الغودي وهي تسقيه

ولو رضيت بما تذري الجفون له ... لقلت: ليت جفوني من غواديه

وقفت ناديه أدعوه وأسأله ... عن ساكنيه وأسقيه وأسقيه

ساويته في البلى، لا في الهوى فغدا ... بحاله وهو يبكيني وأبكيه

أحلَّ ناديك حيٌّ من بني مطر ... أم حلًّ فيك الحيا يومًا عزاليه

صمتًا كأن ما غدت واديه غاديةٌ ... ولا أنثنت في مغانيه غوانيه

أليَّةً بلييلات لنا سلفت ... وغضِّ عيش تولَّى في نواحيه

إذ منزل الحيِّ طلق الثَّغر باسمه ... ومورد اللَّهو عذب الماء صافيه

فهو الزَّمان الَّذي لو كان غانيًة ... لنا عقود جمان في تراقيه

/216 ب/ يا موقدي جمر قلبي يوم فرقتهم ... ماذا على طفيكم لو طاف يطفيه

أنتم تسليتم عنِّي ببعضكم ... محبُّكم عن هواكم من يسلِّيه

أحبابنا لو علمتم ما نكابده ... من الغرام بكم أو ما نقاسيه

أرفدتمونا فديناكم بمألكة ... تبري المريض وإن كانت لتبريه

رحلتم عن جريح القلب موجعًه ... ونمتم عن قريح الجفن داميه

فالوجد يرفعه شوقًا ويخفضه ... والشَّوق ينشره وجدًا ويطويه

ودَّعتمونا فأودعنا ركابكم ... منَّا قلوبًا بنار الشَّوق تهديه

عدلتم عن فؤادي إذ غدا لكم ... دارًا فهلَّا عدلتم سادتي فيه

أقسمت لو كنت أدري قبل بينكم ... ما بعده لصحبت لرَّكب هاديه

وقوله من جملة أبيات: [من المتقارب]

هي الدَّار من حاجر دار أسما ... فبلَّ المنازل رسمًا فرسما

طور بواسطة نورين ميديا © 2015