وقال أيضًا: [من الوافر]
وخطِّي القدِّ خوطيِّ التَّثِّني ... رحيقي الرِّيق درِّيِّ الثَّنايا
له من لحظة السَّاجي سهامٌ ... ولكن من حواجبه حنايا
فإن لحظ القلوب يروم رميًا ... تثبَّت أن تكون له رمايا
وفي أجفانه سيفٌ جرازٌ ... تمنَّاه هوادينا هدايا
إذا ما راضه للسبي يومًا ... رضينا أن نكون له سبايا
أيا من حاز حسن النَّاس جمعًا ... وجاز الحدَّ في كرم السَّجايا
/215 ب/ رعاياك القلوب وأن جارٌ ... لها فأجر جوارك والرَّعايا
ولا تصدع فؤادي تبد منه ... سرائرك المصونات الخفايا
وحسنك قد وليت به علينا ... قضاء الحبِّ فاعدل في القضايا
أمانًا منك يا سؤلي أمانًا ... فقد جرَّعتني غصص المنايا
فلا بعدت يداك عن الأيادي ... ولا قربت خطاك من الخطايا
وقال أيضًا: [من البسيط]
من منصفي أو مجيري من صدودفتًي ... عذب التذلُّل في العشاق قد فتكا
مهفهف من بني الأتراك معتدل ... سبى النُّفوس فما أبقى ولا تركًا
ظبيٌ ولكنه يحميه إن صبًت ... منه العيون لا ساد الورى شركًا
يذود عن شفتيه من لواحظه ... مهندٌ من فنون السِّحر قد سبكا
ملكته ثغر قلبي إذ غدا ملكًا ... لكنَّه جار فيه عندما ملكًا
وشمس راح بدت في كفِّ بدر ... ... من الزُّجاجة قد صاغوا لها فلكا
لها نجوم حباب قد طفت دررًا ... فأطفأت بذكاها بهجًة لذكًا
صفت فلمَّا السَّاقي أنامله ... قبضٌا على كاسها كانت له حبكا
قم يا نديمي إلى الكاسات معتنمًا ... عيشًا ودع عنكز من صلَّى ومن نسكا
/216 أ/ فإنَّ من قال: إنَّ الله ذو بخل ... أن يغفر الذَّنب إحسانًا فقد أفكا
أما ترى طائر الأغصان من شجنٍ ... مرنِّحًا عذبات البان حين حكى