وسلِّم على بان وادي العذيب ... فثمَّ أعيلام أطلال سلمى

وقل لأصيحابنا ينثرون ... من لؤلؤ الدَّمع ما كان نظما

على دار نعم بوداي الأراك ... فإنَّ لنعم على القوم نعمى

وقفت لأسمع نوح الحمام ... ولكن بأذًن عن العذل صمَّا

/217 أ/ أهيم إذا ذكر أسم الحبيب ... كأنِّي أرى الإسم عين المسمَّى

وأهيف كالبدر عند التَّمام ... من الشَّمس أعلى مكانًا وأسمى

رشًا ودَّه حجله فاستسرَّ ... وعاداه منه النِّطاق فنَّما

وقال أيضًا: [من البسيط]

وأهيف القدِّ عذب اللَّفظ ساخره ... أغنَّ ساحر لحظ العين ساجيه

معقرب الصدع ريميًّ تلفته ... مخصَّر الخصر خوطي تثًّنيه

يسبيك بالجيد منه وهو عاطله ... حسنًا فكيف إذا ما كان حاليه

رنا وأغضى فقلت: المسك من دمه ... وجفنه الغمد لا ريبٌ ينافيه

يا أضلعي لا تجنِّيه محافظًة ... فإنَّه بك قد أودى تجِّنيه

وقال أيضًا: [من البسيط]

قلبي بصدِّك عنِّي كم تعذبه ... تيهًا ووجهك عنِّي كم تحجِّبه

يا بدرتمًّ يفوق الشَّمس مطلعه ... عذاره وقلوب النَّاس مغربه

ويا غزال كناس من مهابته ... لا تستطيع أسود الغاب تصحبه

قد راح قلبي له مرعًى فلا عجبٌ ... أن راح ماء حياتي وهو مشربه

من قال في الحبِّ إنَّ البدر يشبهه ... فأنَّ في الحبِّ أوصافًا تكذبه

/217 ب/ يعزى إلى العرب العرباء منطقه ... واللَّحظ منه إلى الأتراك منسبه

من أين للبدر عيناه وطرَّته ... وعارضاه وخدَّاه وأشنبه

أما وجفنيه شمس الأفق لو منحت ... باية النُّطق أضحت وهي تعتبه

أفدي الَّذي طيفه ما زراني كرمًا ... إلَّا انثنى ولوى عينيَّ يركبه

يروم تقليب قلبي في محبَّته ... أفديه من أين لي قلبٌ يقلِّبه؟

أملي تجنِّيه ظلمًا زادني ألمًا ... وإنما أصل آلامي تجنُّبه

فيا حبيبًا حباني بالهوى وهو ... عنِّي ليخبر أن الغدر مذهبه

طور بواسطة نورين ميديا © 2015