ومن حذري أكني بحيِّ كنانة ... وإن كنت أعزوه إلى الشُّم من عدي
/214 ب/ أطعت فإن أتهمت أتهم صبابًة ... إليك وإن تنجد فديتك أنجد
يفنِّدني عنك العذول وربما ... يزيد الهوَّى قول العذول المفنِّد
ومرتحل يدنيه خرصٌ متثقَّفٌ ... ويصحبه حدُّ الحسام المهَّند
يريك من الدُّرِّ النَّظيم وضدَّه ... بمبسمه النَّدِّى ومنطقه النَّدي
سرى لا يرى في الله لومة لائم ... على نضره دين النَّبيِّ محمد
وجرَّد في الله الحسام الَّذي به ... يريق دم الأعداء غير مجرد
حسامًا له إن سلَّ هامت إلى العدا ... مضاربه أو صلَّ للهام تسجد
فشيَّب من أفوادهم كلَّ أسود ... وسوَّد منهم وجه كلِّ مسوَّد
وطرَّف منهم كلَّ طرف منرجس ... وخدَّد منهم كلَّ خدًّ مورَّد
فأظهر دين الله كلُّ موحِّد ... ومكَّن بطن اللَّحد من كلِّ ملحد
تيمَّمته سرّاً على قصد أنَّني ... أودِّعه جهرًا فما خاب مقصدي
وزوَّدني شوقًا إليه وإنَّما ... تزوَّد منِّي عبرتي وتجلُّدي
وأوهمت يمناه وقبَّلت صدغه ... وعدت وغدران الصًّبابة موردي
وسار إذا استهدى به خباطٌ رأي ... هداه ومن يستهد بالبدر يهتد
تولَّى تولَّى الله حفظ جنابه ... وسلَّمه أنَّي يروح ويغتدي
/215 أ/ وقال أيضًا: [من الطويل]
وأهيف يحكي الرُّمح إن ماس قدُّه ... بدا حسبنا جيبه إذ بدا شرقاً
أغنَّ كحيل الطَّرف ذي نفرة فلم ... يخلَّ لريم الرَّمل خلقًا ولا خلقا
جعلت له يومًا يميني وسادًة ... وما كنت أرجو أن أذوق له نطقا
فضاجعني كالغصن بل غصن النَّقا ... وأرشفني كالخمر بل خمرة حقّا
فعانقت من جثمانه الرُّكن عندما ... تعلَّقت من صدغيه بالعروة الوثقى
وقبَّلت منه الخدًّ والثَّغر باسمًا ... فقابل طرفي منهما الورد والبرقا
فلولا ذكت أنفاسنا وتصاعدت ... لأبصرتنا إذ ذاك في عرقٍ غرقي