الله عنه –وكان قبيل موته بأيام يسيرة، فسبحان الحي الذي لا يموت -: [من البسيط]
يا ناظرًا فيه يجني من حدائقه ... ثمار ما أنا فيه غارسٌ ساقي
أفني قريبًا وتبقى في الورى حقبًا ... فأذكر بها ذلك الفاني بذا الباقي
وقال أيضًا: [من الطويل]
منحناكم منَّا الوداد كرامًة ... لكم ومنعنا غيركم ودَّنا ضنَّا
دعيناكم حفظًا وملنا إليكم ... رضًا فاعدلوا فينا ولا تعدلوا عنَّا
وإن نقل الواشون عنَّا إساءًة ... فقد نقلوا ضدًّ الَّذي علموا منَّا
وقوله: [من الطويل]
نسيم الصَّبا إن زرت برقة ثهمد ... فبلِّغ سلامي منزل السَّيف أحمد
/214 أ/ وإن لم يجب من جانبيه سوى الصَّدى ... فروِّبما الدَّمع مربعه الصَّدي
وقفت به أشكو إليه وإنَّني ... لأشكو صباباتي إلى غير مسعد
بقلب جريح حلف وجد مجدَّد ... وطرف قريح إلف جفن مسهًّد
فهذا إن استجديته سلوةً أبي ... وهذا إن استنجدته الدَّمع ينجد
وقد ساعدتني فيه سعدانهٌ متى ... أعدُّ لييلات الوصال تعدَّد
وشتان ما بين القرينين شادنٌ ... وشاد من الورق الحمام مغرِّد
فيا غضَّ عيش غاض ماء حياته ... سقاك الحيا من كلَّ وطفاء مرعد
وعودي لنا يا ليلة الجزع عودةً ... وإن لم تعودي فاجملي القول أو عدي
وفي الحيِّ خال من جوى القلب راقدٌ ... ومن يخل يومًا من جوى الحبِّ يرقد
فصيحٌ يرى قسَّ الفصاحة الكنًا ... جوادٌ يرينا حاتم الجود مجتدي
بهيُّ المحيَّا لو تراءى ليوسف ... لما قطعت في يوسف الحسن من يد
همامٌ إذا ما همَّ أن يحضر الوغًي ... أراك الحسام مغمدًا غير مغمد
إذا ما رمى عن رأيه سدَّد العدا ... ومن يرم عن رأيًّ سديد يسدَّد
وإن كرَّ بالرُّمح الرُّدينيِّ طاعنًا تر الأسد الضَّاري يكرُّ باسد