وأقبلت دوحة الإقبال يانعة ... تومي إليه بأكمام من الثَّمر

وأصبحت روضة العلياء مذ هطل الـ ... ـــــــحياء من وجهه تختال بالَّزهر

وأمست الدُّولة الغرَّاء في حلب ... بقربه تزدهي في ثوبها النَّضر

من بعد ما عريت دهرًا محاسنهًا ... وشابها بعده نوعٌ من الضَّرر

طال اغتراب بنيها في ديارهم ... وأصبحوا بعد يسر منه في عسر

ظلُّوا بع زمنًا في ظلِّ أنعمه ... وجود راحته المغني عن المطر

ممتِّعين بما قد خوِّلوا فهم ... في خلد جنَّته العليا على سرر

مقابلي رجل يزهي على زحل ... في رتبة الشَّمس مستول على القمر

له عزيمة رأي ليس يسبقهًا ... ريب الزًّمان فما يخشي من القدر

/204 أ/ حبر يخبِّر عمَّا في غد فغدا مستقبل الفعل ماض غير منتظر

لولا مخافةً ربِّ العرش، قلت له: يا عالم السِّر منِّي قلَّ مصطبري

أبسط بفضلك آمالًا قد انقبضت فأمرك اليوم مقدورٌ على القدر

ولا تلكني إلى ما في غد فغدٌ يأتي بما ليس نهواه من الغير

لا تستقلَّ قليل الخير تفعله ففاعل الخير مشكورٌ مدى العصر

نبني الزَّمان ويبقى حسن سمعته ويذهب النَّاس والدُّنيا على الأثر

وأنشدني أيضًا لنفسه إملاًء: [من البسيط]

يا جانحًا عن طريق المكرمات أفق من سكرة العب واحذر زلَّة القدم

بينا ترى المرء في عزِّ الولاية منـ ــــقادًا إليه أمور العرب والعجم

حتَّى يوافيه ذلُّ العزل يصلحه حينًا لإخوانه بالفقر والعدم

فالعزُّ يصلح أخلاق اللَّئيم كما تبدي الولاية حتفًا من أخي الكرم

[837]

محمد بن عليِّ بن محمد بن محمود بن عبد الرحيم، أبو عبد الله ابن أبي الحسن التميميُّ.

من إنشاء حلب وأبناء رؤسائها، والنبهاء بها، وبيت الأدب والفضل.

وأبو عبد الله تأدّب وقرأ من علم العربية ما يحتاج إليه، وساعدته قريحته في قول

طور بواسطة نورين ميديا © 2015