/203 أ/ أبثُّ الَّذي أوليتني من فواصل ... لأنعمها لسان حمدي مادح
فإن تحيي الرَّسم بالرَّسم تجن من ... عصون الثَّنا ما ثمَّرته القرائح
[836]
محمد بن عليِّ بن يوسف بن خمارتكين، أبو عبد الله الحلبي، المعروف بابن المحتسب.
لأنه تولّى بحلب الحسبة مدَّة.
ذكر لي، أنَّه ولد سنة ثلاث وتسعين وخمسمائة. وخمارتكين جدُّه، كان حاجب الملك أبي المظفر رضوان بن تتش بن ألب أرسلان- سلطان حلب- ومن أخصّ حجابه؛ وأبو عبد الله يتولّى التصرف. وقد تولّى عمل غير عملٍ سلطاني، ويقول الشعر طبعًا.
أنشدني لنفسه مبدأ قصيد: [من الكامل]
ما ضرَّه لو زارنًي متكتِّمًا ... في حندس اللَّيل البهيم على ظما
رشا تحاكي السَّمهرية قدَّه ... ولحاظ عينيه تباري الأسهما
بدرٌ يعير الليل طرَّه شعره ... ويغير ضوء جبينه بدر السَّما
في خدِّه ورضابه خمرٌ لها ... إن نقَّصت فعل المدامة تمَّما
حلفت لواحظة بأن لا تنثني ... عن قتلتي أفدي بروحي المقسما
أضني وظنَّ بأنَّني أسلو وقد ... أضحى السُّلوُّ على المحبِّ محرَّما
وجنى علىَّ فجنَّ وجدي من جنى ... شفتيه أو ألم إلى ذاك اللَّما
/203 ب/ وأنشدني لنفسه، حين قدم المولى الصاحب الوزير الصدر الكبير العالم السعيد مؤيد الدين أبو نصر إبراهيم بن يوسف بن إبراهيم الشيباني- أدام الله علاه- من ميا فارقين: [من البسيط]
عاد المؤيَّد بالتأييد والظَّفر ... وجاءه النَّصر يسعى سعي منتصر