[835]

محمد بن عليِّ بن أبي الفتوح بن عمر، أبو الفتح الحكيم القرشيُّ.

من أهل دمشق

أخبرني الصاحب الوزير أبو البركات المستوفي- رضي الله عنه- في تاريخه من لفظه- قال: أثنى عليه المواصلة فيما كتبوا إلىّ، وقالوا: إنَّه من السادة الأكابر الفضلاء الرؤساء العلماء، مشهور بالفضائل والفنون، قريب عند السلاطين والملوك، محترم لديهم، مسموع الكلمة.

ورد الموصل، فمدح بها الملك القاهر عّز الدين مسعود بن أرسلان شاه- رحمة الله- فأحسن جائزته وشرّفه، ثم قال: هذا لفظ ما كتب إليّ من الموصل على يديه، ولم /202 ب/ يقدّر لي الاجتماع به، إلّا أنّي رأيته مجتازاً، فعرفته بما سبق عندي من صفته وهو شاب حسن الصورة والشمائل.

ورد إربل في العشر والوسطى من شهر رمضان من سنة ثمان وستمائة، ولم يقيَّض له المثول بخدمة الملك المعظَّم أبي سعيد كوكبوري بن علي بن بكتكين- رحمة الله تعالى- وسافر في رابع عشريه، إلى بلد العقر إلى الملك المنصور زنكي بن أرسلان شاه أتابك –صاحب الموصل- ولم يقع إلي من شعره سوى أبيات، سأله عملها إنسان موصلي فكتبها إلىّ بخطّه على لسان الموصلي- وهو خطّ حسن- وهي: [من الطويل]

أيا شرف الدَّين الَّذي شرفت به الـ ... ــــــــمناقب فانقادت إليه المدائح

ومن ظهرت أعراقه فتأرَّجت ... لقصَّاده أخلاقه والمنائح

شربت كؤوسًا من هواك لذيذة ... فقلبي سكرانٌ بحبِّك طافح

فأصبحت لا أثني ثنائي إلى إمرئ ... سواك يقينًا إنَّ زندي قادح

وأقسم لو حاولت أكتم بعض ما ... تجود به نمَّت علىَّ الجوانح

وإنِّي غاد عن جنابك شاكرٌ .. أياديك يا خير الأنام ورائح

طور بواسطة نورين ميديا © 2015