/191 ب/ وحيَّي مليك الأرض تحظ بقربه ... تنل غرراً من جوده وحجولاً

تأنَّ إذا بادرت نحو جنابه ... وعرَّج برفق لا يراك عجولاً

وإنَّك إن لم تعتضد بجلاله ... أفادك شوب الحادثات ذبولاً

وجانب ملوك الأرض عند لقائه ... فأخلاقه للمكرمات هيولى

تر العدل والإحسان والعزَّ والعلا ... جنائبه في سيره وخيولًا

مليكٌ إذا ما جئت تطلب رفده ... أفاض من النُّعمى عليك سيولا

من النَّفر البيض الَّذين برأيهم ... يجرُّون فوق الكائنات ذيولًا

هو البدر والعلياء تحوي منازلًا ... وحشمته فيها تحلُّ حلولًا

أرى الدَّهر لمَّا أن أرانا بعاده ... أحلَّ بناريب الزَّمان غلولًا

فصرنا فروعًا لأبقاء لذاتنا ... كقضبان بان قد فقدن أصولًا

ألا بح بأشواقي وكرر مدائحي ... وبلِّلغ دعائي دائمًا وفضولًا

فلو سامح الدًّهر [الخؤون] بنظرة ... وصلت إلى ذاك الجناب وصولًا

وهنَّئت مولى العالمين مبشَّراً ... بفتح جديد أو لكنت أصولًا

وأنشدني أيضًا لنفسه: [من السريع]

مالك لا تبكي بدمع هتون ... قد كسَّر الموت متون المتون

/192 أ/ إذ قال جبريل وهم صامتون ... إنَّك ميِّتٌ وهم ميِّتون

وأنشدني كثيراً من اشعاره، وعلقت منها جملة، إلاّ أنني استبردتها، وهذه نبذ من نثره الذي كان يستعمله، ما كتبه إلى شهاب الدين طغكين بحلب.

"عبد ولائه، عند بلائه، وهجير لاوائه، يستجير بلوائه، وينتمي إلى كره الغامر، ويحتمي بحرمه العامر، شاطراً سننه، ذاكرًا سننه. ويشتهي أن ينتهي بالصعود إلى السعود، بالارتقاء إلى اللقاء، وبالحركة إلى البركة، ويفوه بما ألفوه من الثناء في الأثناء، على علا خلاله وجلاله- صانه الله كما زانه الإله-، معرّضًا عن التثقيل، متعرّضًا بما قيل:

[من الطويل]

خذوني رخيصًا باحتياجي إليكم ... ويرخص عند الإحتياج مبيع

وما أنا إلا المسك ضاع فعندكم ... يضوع وعند الأرذلين يضيع

طور بواسطة نورين ميديا © 2015