يدعي ما أدَّعي واعجبًا ... منه إذ أبكي غرامًا ويغنَّي!

وأنشدني أيضًا لنفسه، في صبىّ يعرف بالماء ورد؛ فحضر عند صديق، وأنفذ خلفه، وقال: قم إلى الماء ورد فهو يستدعيك؛ فعمل أبو عبد الله بديهة مع الرسول هذه الأبيات: [من المديد]

/188 أ/ أيُّها المولى الشِّهاب ومن ... ذكره بين الورى ساري

والَّذي لولا مكارمه ما ... حلت في الدَّهر أشعاري

أخرج الماورد عنك فما ... تصطلي يا ذا العلا ناري

واغتنم شكري علاك ففي ... ترك شكري غاية العار

لا يرى الماورد في بلدٍ ... قطُّ إلاَّ عند عطَّار

وأنشدني أيضًا لنفسه، في غلام خيّاط، كان يعشقه شخص، وكان أبو عبد الله يطبّب العاشق: [من مجزوء الرمل]

أيُّها الغائب عنِّي ... وهو في دارة قلبي

والَّذي لا أتمنَّى ... غير أن يحييه رِّبي

لك مني خير خلِّ ... راح في بعد وقرب

واقفًا في كل حالٍ ... كيف ما تدعًو يلبِّي

والًّذي أنصح مولاي به ... من دون صحبي

إنَّ عندي لك ما ... يغنيك عن أكل وشرب

غصن بان بدرتمًّ ... طالعٌ من تحت شرب

/189 أ/ أنت ذو جسم عليل ... وفؤاد فيه صبِّ

وأنا يا غايتي القصـ ... ــــــــــوى كمًا تعرف طبِّي

وسوى ذا أنَّ من تهـ ... ـــــــــــواه عندي وبجنبي

وأنشدني من شعره، يمدح القاضي كمال الدين أبا بكر أحمد بن عبد الله بن عبد الرحمن الأسدي، قاضي حلب: [من مخلّع البسيط]

مولاي قاضي القضاة يا من ... خدمته أشرف المعالي

ومن نداه بكلِّ حالٍ ... وجاهه دائمًا معًا لي

طور بواسطة نورين ميديا © 2015