ومؤيَّد الدَّين الوزيـ ... ـــــــــــر لكسر قلبي جابر

مولًى سحاب نواله ... هامي الماثر هامر

من بشره في كلَّ وجـ ... ــــــه للمقاصد ظاهر

وبه أطارحً في السَّما ... ح ذوي العلا وأناظر

ولمجده في كلَّ نا ... حية حديثٌ سائر

/187 ب/ وأنشدني لنفسه، في رجل شيعي المذهب، غال في التشيع، من أهل الحلة المزيدية، ورد حلف، وأقبلوا عليه الشيعة، وتعصبوا له، فظهر يومًا منه في حق الصحابة كلام قبيح، فأخذه صاحب الأمر يومئذ، فشهره وأركبه حمارًا، وصفعه وطيف به في المدينة، فقال في ذلك أبو عبد الله محمد بن سالم: [من السريع]

قل لذوي الرَّفض وأشياعهم ... يا ذا العلا قول فتًى مثلي

لا تظهروا في حلب فتنةً ... ويحكم عودوا عن الجهل

وميِّزوا الأمر بطرف النهى ... ففرع ذا الأمر بلا أصل

وإن أبوا من بعد ذا نصحهم ... قد سمعوا ما حلَّ بالحلِّي

وأنشدني لنفسه أيضًا من غزل قصيدة أولها: [من الرمل]

خذ أحاديث الهوى العذري عنَّي ... فلوجدي فيه يروى كلُّ فنِّ

وإذا كرَّر أنَّات الأسى ... بلسان الدَّمع جفني لا تلمني

/188 أ/ إن ثناك العذل عن برح الجوى ... يا فؤادي سلوًة ما أن منِّي

أيُّها اللاَّئمي نصحًا في الهوى ... أنا لا أقبل نصح اللَّوم دعني

وإذا كنت معيني رحمًة ... فعلى الأطلال بالدَّمع أعنِّي

بي جوًى يا حبَّذا فيه الضَّنى ... والهوى أعذبه ما كان يضني

أوما هاتيك أعلام النَّقا ... فإذا لم أبكها ما عذر جفني

يا غزال الجزع من سفح اللَّوى ... هات حدَّثنا عن الظبي الأغنِّ

واحكه لحظًا وإن فاتك من قدِّه معتدلًا ذاك التَّثني

أيُّها الشَّاكي تجنِّي إلفه ... في الهوى أهون ما عندي التَّجنِّي

كلَّما زاد جمالًا قاتلي ... قلت: يا باعث فرط الشُّوق زدني!

وعلى البان حمامٌ كلَّما ... بات يدعو إلفه، جدَّد حزني

طور بواسطة نورين ميديا © 2015