يحنُّ إذا هبَّ النَّسيم صبابًة ... إليكم وسلَّ البرق من ومضه عضبا

ويستنجد الصبر الجميل إذا جرى ... حديثكم يومًا فهاج له كربا

لعمري ما تأخيري كتبي عن قلى ... ولا ملل منَّي فأستوجب العتبا

ولكن ريب الدَّهر يا صاح مولعٌ ... بتشتيت شمل المرء تبَّا له تبّا

تطوَّحه أيدي النوى عن ... .... فترمي به شرقًا وطوراً به غربا

لحا الله من لا يقبل العذر من أخ ... ويوسعه عفواً وإن قارف الذَّنبا

عليكم سلام الله ما جنَّ غاسقٌ ... وما جنَّ شوقاً عاشقٌ أو رعى الشهُّبا

وما شرَّقت شمس النَّهار وأشرقت ... وما صدَّ أحوى الطَّرف عن مدنف عجبا

وله أيضًا: [من الطويل]

أثمَّ محيًّا نجتلي وجه أغيد ... وأحلى حديث لا يملُّ عتابه

وأحسن زهر يجتنى ورد خدَّه ... وأعذب ورد يستلدُّ رضابه

وله أيضًا: [من الطويل]

خليلي لوما في الهوى الصَّب أو دعا ... فليس وإن عنَّفتما عنه مقلعا

وهل يرعوي في الحبَّ حرَّان قد غدا ... من الوجد لا يصغى إلى العذل مسمعا

/184 ب/ وهل يستطيع الواله الصَّبُّ سلوةً ... وقدبان من يهواه عنه وودَّعا

وأودع ما بين الجوانح جذوةً ... فضرَّمها داعي التَّفرق إذا دعا

وقلقل أحشاء المتيَّم لوعةً ... فأصبح مذعوراً الفؤاد مفجَّعا

يهيم ... العذيب إذا سرى ... نسيمٌ عليك منهم فتضوَّعا

تمازجه أنفاسهم فكانَّما ... تحمَّل مسكًا أذفرًا فيه مودعا

[822]

محمد بن سالم بن مطر بن حمد بن سالم بن مطر بن مسلم بن أبو عبد الله القبيضي الموصلي.

من أهل القبيصة، وهي قريٌة من قرايا الموصل شرقيَّها

طور بواسطة نورين ميديا © 2015