شهر رمضان سنة تسع وثلاثين وستمائة، بمدينة السلام، بجانبها الشرقي: [من الكامل]

/182 ب/ حتَّى م في سفه وفي إغفاء ... والورد يدعونا إلى الصَّهباء

والجوُّ من عبق النَّسيًم ممسَّكٌ ... والأفق منه معنبر الأرجاء

أفما ترى الأغصان مسن نضارًة ... في حلَّة من سندس خضراء

من صنعة القطن الَّذي لم ينتسب ... تفويف صنتها إلى صنعاء

فاشرب على زهر الرَّبيع سلافةً ... لطفت عن الإدراك والإيماء

راقت ورقَّ نسيمها فللطفها ... تسري مسير الرُّوح في الأعضاء

بكرًا على فرع المزاج مسنُّةً ... عجبًا لها من ثيَّب عذراء

لم يغنها درع الحباب وقد غدت ... مقتولًة عمدًا بسيًف الماء

ما العيش إلَّا شربها في روضة ... قد كلَّلت بلالئ الأنداء

مذكورة الأنهار نام ظلُّهًا ... أزهارها تحكي نجوم سماء

نشوانًة أغصانها قبًل الصَّبا ... أهدت لها كأسًا من الصَّهباء

أو أنَّها غارت فمالت نشوًة ... لمدائحي في سيَّد الخلفاء

مولًى يذل له الزَّمان المعتدي ... ذلَّ العبيد لعزَّة الأمراء

أغنى العباد عن الجهاد بنائل ... ومواهب غمرتهم وعطاء

ولقد أقول وما نطقت بباطًل ... والحقُّ متَّضحٌ بغير خفاء

/183 أ/ ما زلزت بغداد بل من عدلًه ... طربت فقد رقصت من السرَّاء

إذا كان ما زعموا فغير ملومة ... شوقًا إلى ذي العزَّة القعساء

هذا الجمال فكيف بالمهج التي ... أحييتها بالأمن والنَّعماء

فاسلم على الإسلام وابق مخلَّداً ... ماكراَّ إصباحٌ وراء مساء

[821]

محمد بن إبراهيم بن أميّة بن عليَّ بن خلف، أبو عبد الله العبدريُّ

من أهل ميورقة من بلاد الأندلس

طور بواسطة نورين ميديا © 2015