ما بال قلبك كلَّما رقَّت له ... في حسنها خدَّاك أضحى جلمدا
وعلى م لحظك قاتلٌ بفتوره ... في جفنه والسَّيف ينبو مغمدا
وجفون عيني ما تحدَّر دمعها ... إلاَّ تلقَّاه الأسى مستصعدا
فاضت شابيب السَّحّاب كأنَّما ... مدَّ الخليفة من نداه لها مدى
خير الخلائف من سلالة هاشم ... وأجلُّهم قدرًا وأعلى محتدا
مستنصرٌ بالله منصورٌ به ... عذب الرَّضا حلو الجنى داني النَّدى
أعطى فبخَّل جوده صوب الحيا ... وسطا فأردى بأسه صرف الرَّدى
وأجار من جور اللَّيالي عدله ... فالشَّاة لا تخشى الهزبر الملبدا
خيفت مهابته وآمن جوده ... من خاف من جور الزَّمان إذا اعتدى
ما شام بارق بشره باغي ندًى ... إلاَّ تهلَّل للندى نور الهدى
/182 أ/ وبدت له سييما النَّبيِّ محمد ... فكأنَّما ألقى النَّبيَّ محمَّدا
هذا الخليفة في البريَّة رحمةٌ ... تركت فسوَّت بالقريب الأبعدا
فالله يحرسه ويحرس ملكه ... أبدًا على مرَّ الزَّمان مخلَّدا
حتَّى تمتَّع بالبقاء فدهرنا ... ندعو الإله بأن يعيش مؤَّبدا
والله يسعده بشهر الصَّوم فالدُّ ... نيا وأهليها به قد أسعدا
وإذا حى أجر الصَّيام مضاعفًا ... باليمن فالإكمال فيه عبَّدا
أبدًا على مرَّ اللَّيالي لابسًا ... ثوب البقاء مدى الدُّهور مجدَّدا
[820]
محمد بن فاخر بن شجير البغداديُّ، أبو عبد الله
شاب فاضل، نشأ مشتغلًا بالنحو، حصل منه طرفًا جيدًا، ويقول شعرًا حسنًا. ومن شعره في مدح المستنصر بالله- صلوات الله [عليه]- ويعرض بذكر زلزلة عرضت ببغداد، عند زيارة الركاب الشريف بعض الأماكن المحترمة، فقال وأنشدنيه في أواخر