مستنصر بالله نور جبينه نور جبينه ... يجلو ظلام الخطب أتَّى أظلما!
كم فكَّ مأسورًا وآمن خائفًا ... وأجاب مضطرّاً وأغنى معدما
وأجار من جور اللَّيالي عدله ... من آداه صرف الزَّمان وحطَّما
يدنو حباه للعفاة ولم يزل ... يعفو عن الجاني المقرَّ تكرُّما
جودٌ يقلُّ له السَّحاب يزينه ... حلمٌ يصغَّر يذبلاً ويلملما
ويومي يوم ندًى فلو أنَّ الحيا ... يحكيه عمَّ العالمين إذا هما
يدنو حباه للعفاة ولم يزل ... يعفو عن الجاني المقرَّ تكرَّما
جودٌ يقلُّ السَّحاب يزينه ... حلمٌ يصغَّر يذبلًا ويلملما
ويومي يوم ندًى فلو أنَّ الحيا ... يحكيه عمَّ العالمين إذا هما
من معشر ورثوا المشاعر والصَّفا ... والرُّكن والبيت الحرام وزمزما
/181 أ/ وعليهم نزل الكتاب ومنهم ... عرف الصَّواب وكان قدمًا مبهما
وبهم يرجَّي في المعاد شفاعًة ... من جاء من زلاَّته متندَّما
والحوض حوضهم الَّذي استسقى به ... من خاف يوم الحشر من حرَّ الظَّما
فلهم على الدَّارين حكمٌ نافذٌ ... أمضى الإله نفوذه فاستحكما
حتى لقد أحيا الخليفة ذكرهم ... جودًا وعدلًا في البريَّة قد نما
أيَّامه الغرُّ الحسان مواسمٌ ... فلذاك ما خصَّ التَّهاني موسما
والدَّهر يكشر فعله فلو أنَّه ... يسطيع نطقًا همَّ أن يتكلَّما
فاسلم أمير المؤمنين معمرًا ... أبداً كما تهوى البقاء مسلَّما
وتنهَّ بالشَّهر الأصمَّ مؤيَّدًا ... فالله نسأل أن تعيش وتسلما
المواسم والشهور ممتَّعًا ... ملكًا على هام النُّجوم مخيَّما
لازلت منصور الجيوش مظفَّرًا ... يجري بما تهوى القضاء المبرما
وقال أيضًا يمدحه، ويهنّيه بشهر رمضان: [من الكامل]
ما لامني فيك العذول مفنَّداً ... إلاَّ وأتهم في هواك وأنجدا
وأثار بين جوانحي بملامه ... ناراً يبيت لهيبها متوقَّدا
/181 ب/ يا مفردًا في حسنه وجماله ... أصبحت من ولهي بحبَّك مفردا
ته كيف شئت ونم هنيئًا إنني ... أمسيت ذا وجد عليك مسَّدا
ته كيف شئت ونم هنيئًا إنَّني ... أمسيت ذا وجد عليك مسهَّدا
لي فيك قلبٌ لا يزال متيَّمًا ... أبدًا ونومٌ لا يزال مشرَّدا
حتَّى م توليني جفاك فكلَّما ... أبديت لي هجراً بذلت توددا
وإلى م أظلما في هواك وقد غدت ... من فرط شوقي أدمعي لك موردا