فللدُّنيا وللدَّين ابتهاجٌ ... بدولته المنوطة بالدَّوام
وجودك يا إمام العصر عزٌ ... وجودك كالخضمَّ العذب طامي
/180 أ/ أمين الله قد فرضت علينا ... مديحك منَّه النَّعم الجسام
وما أنا شاعرٌ يقفو القوافي ... ولكنَّي بحَّبك يا إمامي
أصاب صواب وصفك صفو فكري ... فكانت روميةً من غير رامي
[819]
محمد بن هبة الله بن حيدر البغداديُّ، أبو عبد الله، يعرف بابن المليحة.
أحد شعراء الديوان العزيز المستنصري- مجّده الله تعالى-، شاعر جيد حسن المقاصد، متصرف، خدم عن خدم سواداً وحضرة؛ وهو وكيل أحد السادة الأمراء، أولا الظاهر بأمر الله- رضي الله عنه-.
وهو القائل في مدح الخدمة المستنصرية، زادها الله عزاً وشرفاً، وأوردها بالقرب الشريفة، بالرصافة في موسم رجب: [من الكامل]
ما زاره الطَّيف الملهمُّ مسلَّمًا ... إلاَّ وودَّعه كراه وسلَّما
ولطالما هجر الكرى لكنَّه ... جعل الرُّقاد إلى الزَّيارة سلَّما
صبٌ براه الشَّوق حتَّى لم يدع ... في جسمه لحمًا يبين ولا دمًا
لو تستطيع دموعه كانت له ... من طول ما يبكي المنازل لوَّما
/180 ب/ يصبو إلى الوطن القديم برامة ... متأسَّفًا ويشوقه ذكر الحمى
لم يبق فيه معلمًا إلاَّ وقدً ... وشَّاه ثوبًا بالمدامع معلما
حتَّى غدا قد عاودته يد النَّوى ... عينًا مسهَّدةً وقلبًا مغرما
كم عاذل ظنَّ الملام يفيده ... عتباً فأقسم لا يفيق متَّيمًا
أتراه رام به سلوَّاً بعدما ... أخذ الهوى بعنانة فاستسلما
كلاَّ وزمزم والحطيم ومن سعى ... بالبيت مستلمًا ولبَّى محرما
وندى أمير المؤمنين فإنَّه ... قسمٌ يراه فريضةً من أقسما
خير الخلائف من سلالة هاشمٍ ... ينتابه خلف الغيوم السُّجما