ضللت بليل من ذوائب شعره ... كما ضلَّ سار في الدُّجنَّة معنق
فانست نارًا أضرمت بين أضلعي ... لها قبسٌ يهدي لمن ضلًّ يشرق
خدمت بديوان المحبَّة ناظرًا ... ولي في الهوى جار من العين مطلق
وجسمي ضناه عاجلٌ وهو مشرفٌ ... على تلف أضحى لحيني يحقِّق
وقد حاسب التَّبريح جسمي فلم تكن ... بواقيه إلَّا أضلعٌ تتحرَّق
/170 ب/ ولو إنكسار الصًّبر في جهة الهوى ... لما كان قلبي بالحبيب يعلَّق
رفعت له مع حاجب الغمض قصَّتي ... بأنِّي عان في هواه وموثق
فوقَّع لي سلطان خطِّ عذاره: ... أسير الأسى من حبِّنا ليس يطلق
وإن يك بالهجرة انقضت مدًّة الجفا ... فباقي الهوى بالرَّوح منه يغلَّق
لي الله من غصن وريق ومبسم ... وريق به جفني قريحٌ مؤرَّق
بهاء محيَّاه وأملود قدِّه ... من البدر أبهى أو من الغصن أرشق
يصول على عشاَّقه بجماله ... دلالًا ولا يحنو ولا يترفًّق
وقد تمَّ ما فوق النِّصاب ملاحًة ... فهلَّا على مسكينه يتصدَّق
ومنها:
فللَّه ليلاتٌ تقضَّت حميدًة ... بجلِّق الفيحاء والعيش مونق
وأيَّامنا بالنَّيربين ونورها ... منيرٌ وأحداق الزُّهور تحدِّق
ينمُّ بها النَّمام من حسد لها ... ومن طرب حيث الشَّقيق يشقَّق
ومنها:
لقد أصبحت ذات العماد بملكها الـ ... ــعماد يمينًا مثلها ليس يخلق
ومنها:
/171 أ/ وما أسدٌ خفَّان باسلٌ ... شديد السُّطا عبل الذِّراعين أشدق
طواه الطَّوى حتى استمرَّ مريره ... وسيف المنايا بين عينيه يبرق
بواد تحاماه الأسود مخافةً ... إذا مرَّ في أرجائه الموت يفرق