[814]

محمد بن عبد المنعم بن نصر الله، أبو عبد الله، [المعروف بابن شقير الدمشقي التنوخي].

أنشدني لنفسه: [من الطويل]

أشاقك برقٌ بالحمى يتألَّق ... له بالنَّقا عهدٌ عليك وموثق؟

أم البان هزَّته الصَّبا فتأرَّجت ... سحيرًا فمن أنفاسها المسك يعبق

أم اقتنصت أرام رامة قلبك الـ ... ـــمشوق فأضخى وهو لهفان يخفق

بعيشك حدِّثني عن البان والحمى ... فإنِّي إلى أهل الحمى أتشوَّق

أما وليالينا بمنعرج اللِّوى ... وغصن الصِّبا واللَّهو ريَّان مورق

/170 أ/ لقد أغري الجفن المسًّهد بالبكا ... فكا أسًى في لجَّة الدَّمع يغرق

إذا أنا لم أبك العقيق بمثله ... فما أنا صبٌّ لا ولا أنا شيِّق

ومنها:

علي عيون المزن تبكي تأسُّفًا ... ومن حزني ناح الحمام المطوَّق

عدمت الكرى والطَّيف طيف خيالكم ... فلا النَّوم يغشاني ولا الطَّيف يطرق

وقد وعد الصَّبر الجميل تجلُّدًا ... ومن لي بأنَّ الصَّبر في الوعد يصدق

عقرت لضيف الطَّيف إنسان مقتلي ... فدمعي دمٌ في سفح خدِّي يهرق

وأنفقت كنز الدمع في سوق بينكم ... وفي مثله كنز المدامع ينفق

وبي ربُّ حسن بات قلبي كليمه ... إذا ما تجلَّى كدت بالشَّوق أصعق

وإن هو ناجاني على طور حسنه ... تراني من الإجلال أغضي وأطرق

طور بواسطة نورين ميديا © 2015