ما طاب ذكر الجزع أو ذات النقا ... أبداً ولا ضربت بهنَّ خيام
كم بثَّ بالحرم الشَّريف مجاور الـ ... ــقبر المنيف فما ألمَّ سنام
مرَّت لييلاتٌ وأيامٌ به ... نعم اللَّيالي كنَّ والأيَّام
يا كنز كلِّ مؤمِّل ذي فاقة ... قد مسَّه الإقلال والإعدام
نسخت شريعتك الشرائع فاغتدى ... لكلامها في المشركين كلام
[813]
محمد بن عبد السلام بن المطهر بن عبد الله بن محمد بن هبة الله بن علي بن المطهر ابن أبي عصرون، أبو عبد الله بن أبي العباس التميمي.
كانت ولادته بحلب، في أوائل المحرم سنة عشر وستمائة.
من أبناء القضاة المعتبرين، والعلماء المدرسين، ومن بيت علم مشهور، وفضل مذكور.
وهو شاب جميل، حصل من الفقه صدراً صالحا< يرجع إلى ورع وتقى، وخير وسداد، وحسن طريقة، واستقامة سيرة، ويحفظ جملة من الأشعار النادرة، ويقول شعراً لطيفًا /169 ب/ أنشدني لنفسه يتغزل: [من الوافر]
وظبى تسترقُّ له ... قلوب النَّاس الحاظه
كأنَّ العقد مبسمه ... ونثر الدُّر ألفاظه
وأنشدني أيضاً لنفسه: [من الخفيف]
حلبٌ جنَّة النَّعيم فزرها ... تلق فيها ما تشتهية النُّفوس
من هلال يرنو بعيني غزال ... وقضيب على كثيب يميس
ورياض كأنَّها بنظيم الـ ... ــنَّور من حسن نبتها طاووس