بلغت يا خير الأنام رسالة ... تهدى بها الأعراب والأعجام
لولا رسالتك التي بلَّغتها ... ضلَّت قريش ودينها الأصنام
أرسلت فينا شاهدًا ومبشِّرًا ... يا قدوة للمتًّقين إمام
يا من إذا ما قطَّبت عداؤه ... في الرَّوع صال وثغره بسام
يا من بحضرته الغزالة سلَّمت ... ولبدر طلعته أظلَّ غمام
وإليه حنَّ الجذع من شوق كما ... حنًّ البعير ... أقدام
وله الأيادي البيض والمنن التي ... تحيا بها الفقراء والأيتام
تالله إني في مديحك صادقٌ ... ولئن أطلت المدح لست الأم
/168 ب/ لو قلت مهما قلت إني عاجز ... عن كنه حصر صفاته تمتام
ماذا يقول المادحون بمدحه ... ولرِّبه في مدحه أحكام
أثنى عليه الله- جلِّ جلاله ... مدحًا يقصِّر دونها الأفهام
يكفيه معجزة الكتاب ولم تكن ... بيمينه قد خطَّت الأقلام
أوليس أقسم رُّبه بحياته ... قسمٌا به تتحمَّل الأقسام
وتزعزع الإيوان في ميلاده ... وخمود نار الفرس وهي ضرام
وتضاعف الزَّاد القليل لصحبه ... من بعد ما قد مسَّهم إعدام
من إصبعيك الماء فاض ينابعًا ... سحًا فروَّى الجيش وهو لهام
يا من تعاظم في النُّفوس مهابًة ... والرُّعب يقدمه فليس يرام
ورمى بكف من تراب أعين الـ .... ـــكفَّار فاغشوشت بذاك وهاموا
نكصوا على أعقابهم إذا قوبلوا ... فكأنَّما إقدامهم إحجام
ناجاك ربُّك صلِّ وأسعد واقترب ... فلشانئيك الذٌّل والإرغام
أعطاك ربُّك كوثرًا لكرامة ... لك عنده فليهنك الإكرام
ولك الشفاعة إذ غدوت مشفَّعاً ... دون الورى والنقض والإبرام
يا سيِّد السَّادات يا خير الورى ... والماجد الطَّعان والمطعام
/196 أ/ لولا المسير إلى زيارتك الَّتي ... خفت بها الأرواح والأجسام