رأى جفنيه قد فتن البرايا ... بسحرهما وأعيت سحر بابل

فأرسل مرسل الصُّدغين منه ... فأبطل سحرها والسِّحر باطل

وأنشدني لنفسه، وكان محبوسًا بقلعة إربل: [من الطويل]

كأنِّي في سجني وضيق فنائه ... وقد تركوني فيه مرتهنًا وحدي

دفين جفاه أهله وحميمه ... وغادره الحفَّار في ظلمة اللَّحد

وأنشدني لنفسه في حمام: [من السريع]

ضدَّان في حمَّامكم هذه ... سكَّانها بينهما قد شقوا

كأنَها قلبي في حرِّه ... وماءها قلب الَّذي أعشق

وأنشدني أيضًا لنفسه في أوائل شهر ربيع الأوّل، بمحروسة حلب سنة خمس وثلاثين وستمائة: [من الكامل]

/151 أ/ عد عن ملام المستهام وزجره ... فمتى يفيق من الغرام وسكره

أو ما ترى الحدق المراض وسحرها ... جاءت تقيم لديك واضح عذره

إن شئت لم أولاً ...... بقلبه ... أودى الفريق مع الفراق وصبره

وإذا بدا برق فليس وميضه ... إلاَّ زناد قادح في صدره

أو هبَّ من نجد نسيم بارد .... أذكى بذاك البرد خامد جمره

صاح يميل من الدَّلال كأنَّه ... ثمل برقَّة ريقه وبخمره

وعلى العقيق ممنَّع يوم النَّوى ... فضحت مدامعه قلائد نحره

لو لم يكن من ريقه ثملاً لما ... بالصَّدِّ عربد ظالمًا وبهجره

كم أطلق الدَّمع المصون وقد غدا ... قلب المحبِّ مقيَّدًا في أسره

أفديك من مذك سعيرًا بالحشا ... عند الوداع ببارد من ثغره

آهًا لساعات التواصل بالنَّقا ... ولطيب أيام الشَّباب وعصره

أيَّام أسحب في مراتع رامة ... ذلَّ المذلِّ بنهيه وبأمره

كم متُّ من شوقي على روض الحمى ... فيعود ينشرني النسيم بنشره

يا سعد حدِّث عن منى أو ركبه ... فالنَّوم نفرَّه بصارخ نفره

وإذا وصلت الشِّعب ناد بأهله ... ..... راسخ صخره

طور بواسطة نورين ميديا © 2015