بكيت وما يجدي البكاء مع النَّوى ... إلى أن جرى في الشَّرق من عبرتي غرب
وأنشدني لنفسه يمدح: [من الكامل]
ملك يجلُّ عن المديح كما علا ... قدماه نسرًا في الفخار وفرقدا
عمَّ البسيطة خيره ونواله ... للمعتفين وبأسه قهر العدا
لم يبق في الدُّنيا نداه معدمًا ... يبغي النَّوال ولا سطاه ملحدا
والله ثمَّ إليه اشهد صادقًا ... وكفى على قول امرئ أن يشهدا
/150 أ/ ما أبصرت في الحرب عين مثله ... بل لا ولا رتب الممالك سيِّدا
تفديه أرواح الملوك وحسبها ... شرفًا بذلك أن تكون له فدا
هذا الَّذي بالزُّهر من أيَّامه ... أضحى الزَّمان متوَّجًا ومقلّدًا
إنزل بناديه وناد فلم يخب ... والله من نادى المليك محمَّدا
أنا ضامن إن زرته لك منحًة ... ترضي الوليَّ بها وتردي الحسَّدا
وأنشدني أيضًا من شعره: [من الطويل]
بكيت كما يبكي الغريب صبابًة ... على وطن أقوى وغابت شموسه
وناجيت نفسي بالعتاب فلم تصخ ... وقد سئمت ربعًا تولَّى أنيسه
وأنشدني لنفسه: [من الطويل]
وفي مصر للآداب سوق تجارة ... لدى أهلها الغرِّ الكرام كرام
إذا استعرضوا نظم الكلام ونثره ... يهون عليهم للعقود نظام
وأنشدني لنفسه، يمدح شرف الدين أبا البركات المستوفي – رضي الله عنه – بإربل: [من الخفيف]
قال لي قائل وقد رمت أهجو ... إربلاً لازلت هجَّاًء سخيفا
كيف تهجو مصرًا حوى شرف الديـ ... ـ ـــن الوزير البرَّ التَّقيَّ العفيفا
/150 ب/ قلت أهجو غير الصَّديق عنادًا ... قال: ما أرتضيك تهجو الكنيفا
وأنشدني أيضًا لنفسه في غلام أعمى: [من الوافر]
يقول عواذلي أعشقت أعمى؟ ... وأغريت اللَّوائم والعواذل
فقلت: عشقت منه كل معنًى ... يخبِّر إذ وعاه كلُّ عاقل