من ذا يحرِّم وصل مضطرِّ الهوى ... ..... محرم هجره
/151 ب/ الذي يجازي كل حافظ عهده ... أم شيمة الحبِّ الجزاء لعذره
يا صاح قبل الحبِّ حلوًا كنت لم ... أحفل بمن غمرته لجَّة بحره
ما زلت أولع بالهوى متعرِّضًا ... حتَّى بليت بحلوه وبمرِّه
وأنشدني أيضًا من شعره قوله: [من الطويل]
أما مخبر اين استقلُّوا ويمَّموا ... وفي أيِّ دار بعد نعمان خيَّموا
وكم حلَّلوا قتلي على الخيف وانثنوا ... عن العهد والوصل المحلَّل حرَّموا
وقد ذبحوا في عيني النَّوم بعدهم ... فمن ذاك في أجفانها يسفح الدَّم
أيا جيرة الوادي إلى م أعاتب الطُّـ ... ـلول وصمُّ الصَّخر لا يتكلَّم
نقضتم على الرَّمل العهود ومن بنا ... على الرَّمل أمسى كيف لا يتهدَّم
وأرضيتم الواشي وأسخطت عذَّلي ... وخالفت ........
وحقِّ ليالينا القصار بوصلكم ... وعهد حفظناه لكم وأضعتم
إذا بارق من أرضكم لاح خلته ... لهيب سعير بين جنبي يضرم
وإن نسمة هبَّت من الشِّعب سحرًة ... توحَّمت طوعًا نحوها فأسلَّم
ويطربني عذل العذول ومن نأى ... محبًا لذكرى حبِّه يتألَّم
وأنشدني أيضًا لنفسه: [من البسيط]
/152 أ/ لا أوحش الله من كتب إذا وردت ... كأنَّما نشرت من طيها الفرجا
أكرم بها ومبهديها وحاملها ... فقرَّة العين لي فيها وألف رجا
وأنشدني لنفسه، ما كتبه إلى القاضي الإمام بهاء الدين أبي محمد الحسن بن إبراهيم بن الخشاب – أيده الله تعالى-: [من المنسرح]
يا سيِّدًا لم تزل مراكبه ... راكبًة فوق منكب الشِّعرى
علوت قدرًا على المدائح بل ... ..... بوصفك الشِّعرا
وأنشدني أيضًا لنفسه: [من البسيط]
لو كنت شاهدت يوم البين موقفنا ... أبصرت منِّي ما أبدى لك العجبا
روحي مضت وبقي الجثمان بعدهم ... لقًى يقلِّبه بين الثِّياب هبا