وصدقت لي فيك المخيلة فاغتدت ... وقد سال واديها وأورق عودها
وأنشدني لنفسه إليه أيضًا: [من الطويل]
أتاني كتاب منك لمَّا فضضته ... تضوَّعت الآفاق من نشره عرفا
وأقرأني عنك السَّلام كأنَّما ... حباني به نعمى وخوَّلني عرفا
كأنَّ به قسًا يقصُّ بلاغًة ... غدت لبديع القول بين الورى صحفا
فما الأمن بعد الخوف أعقبه الغنى ... لذي فاقة مذ كان كان لها حلفا
وإطلاق مأسور وأوبة غائب ... ويرشفا الموصوب من بعد ما أشفى
واسعاف دهر بالسعادة لامرئ ... بلاه بصرفٍ لا يطيق له صرفا
بأحسن عندي .... من وقوعه ... .........................
فأنهلني من درِّ معناه قرقفًا ... وشنَّفني من درِّ ألفاظه سنفا
فألصقته بالقلب أنعى سقاه ... وأرشف بالتَّقبيل أسطره رشفا
/136 أ/ فأطفأ نارًا كنت أحسب أنَّها ... بغير التَّلاقي ليس تخبو ولا تطفا
وأنشدني أيضًا لنفسه، في الملك الأشرف: [من الكامل]
موسى الكريم حكى الكليم بخلَّة ... هي للمحامد والـ .... يؤلّف
فعصا الكليم غدت تلقَّف سحرهم ... وندى الكريم لفقرنا يتلقف
وأنشدني أيضًا لنفسه: [من المنسرح]
الملك الأشرف الَّذي بهرت ... صفاته النَّيِّرين إشراقا
سما سماء العلا لمحتده ... وراق خلقًا وراق أخلاقا
أخطأ من قاس جوده بحيًا ... هيهات قد بذَّه وقد فاقا
ذاك تسحُّ المياه مزنته ... وكتب هذا تسحُّ أرزاقا
وأنشدني ما كتبه إلى ولده المذكور: [من الطويل]
كتابك وافاني ودمعي مطلق ... وقلبي أسير في يدي البين موثق
ولي زفرات ما تني في أتقادها ... تكاد لنيران البسيطة تحرق