[801]

محمَّد بن عليِّ بن محمَّد بن عليِّ بن يحيى /135 أ/ بن طاهر بن محمَّد بن عبد الرحيم بن محمَّد بن إسماعيل بن نباتة، أبو الفتح بن أبي الحسن القرشيُّ العبسي.

وجدّه الخطيب عبد الرحيم بن محمد، هو المشهور بالخطابة، وبيت العلم والفضل بميافارقين.

وأبو الفضل رجل نبيه القدر من ذوي الهيات الكبراء الأماثل، حفظ القرآن الكريم، ونظر في شيء من الأدب، وله نظم ونثر، لم يقصر في إنشائهما.

تقدّم في دولة الملك الأشرف شاه أرمن أبي الفتح موسى بن أبي بكر بن أيوب بخلاط، سنة تسع وستمائة، وميّزه على نظرائه حتى كاد يجري مجرى الوزراء عنده، وسار معه إلى حرّان، ومنها إلى دمشق، وبقي في خدمته إلى أن مات الملك الأشرف.

نزل مدينة حلب في سنة خمس وثلاثين وستمائة قاصدًا ديار بكر، فلقيته بها في شهر صفر سنة ستٍّ وثلاثين، فألفيته شيخًا حسنًا كيسًا، نقي الشيبة. وذكر لي أنَّه ولد في ربيع الأول بماردين سنة إحدى وسبعين وخمسمائة.

أنشدني لنفسه، ما كتبه في ضمن شكايته إلى ولده أبي عبد الله معاذ:

[من الطويل]

وما روضة فاحت مجامر نورها ... سحيرًا وقد بات السَّحاب يجوده

/272/ تبسَّم في أقطارها الزَّهر بعد أن ... بكتها بروق ساعدتها رعودها

بأحسن عندي من كتاب سطوره ... يضاهي عقود الغانيات نضيدها

إذا ما قرأناه يود جليسنا ... لما قد حوت ألفاظه لو نعيدها

معاذ لقد أقررت عيني بشمه ... .... السَّبق طرًّا حميدها

طور بواسطة نورين ميديا © 2015