فأطلق من أسري وأخمد لوعتي ... وعاد به صفوًا شرابي المرنَّق

فأفديه من طرسٍ كأنَّ سطوره ... جمان ومعناه سلاف معتَّق

/136 ب/ سما فوق ألفاظ البريَّة لفظه ... فمن أفقه شمس البلاغة تشرق

كتاب به رعت الكتابة واغتدى ... به فرقي من فرقة الحب يفرق

فأقسم بالقوم الألى بولائهم ... غدًا لذوي السَّبق المخفِّين أسبق

لذكرك أحلى من جنى النَّحل في فمي ... ونشرك من عرف اللَّطيمة أعبق

[802]

محمَّد بن عيِّاش بن صباوة بن أبي بكر بن عبد العزيز بن رضوان بن عياش بن رضوان بن منصور بن دويد بن صالح بن زيد بن عمرو بن الزبّار بن جابر بن كعب بن عليم بن جناب، أبو الفضل بن أبي البقاء النحوي الأديب العرَّمانيُّ.

وعرَّمان قرية كبيرة من أشهر قرى صرخد من عمل حوران من نواحي دمشق.

كان والده يتولّى قضاء الثغور الشامية؛ وولده هذا درس علم النحو والعربية على الشيخ أبي البقاء يعيش بن علي بن يعيش النحوي، وأتقن معرفة هذا الشأن، وتمهَّر فيه على أبناء زمانه، وتفقه على مذهب الإمام الشافعي – رضي الله عنه-. وأخذ منه جملة وافرة، إلاَّ أنَّه غلب عليه علم الأدب والإعتناء به.

لقيته بحلب المحروسة، وهو ساكن /137 أ/ بالمدرسة النوريّة المنسوبة إلى بني عصرون. وتأكدت بيننا صحبة؛ وهو شاب فاضل كيّس، بارع في فنّه، حسن الذكاء، جميل المناظرة، واسع الحفظ لأشعار المحدثين، وغيرها من أشعار العرب، كثير الدعابة والهزل، مائل إلى المزاح بكليته، فيه سماحة، وله نفس؛ وهو مع ذلك يجيد قول الشعر، ويحكم معانيه.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015