[795]

محمَّد بن بدر بن الحسين بن مقبل بن السمين، أبو الفرج بن أبي النجم الليليُّ البصريُّ.

من أبناء المتصرّفين، ومن بيت رئاسة.

ذكر لي، أنه ولد سنة أربع وثمانين وخمسمائة، بقرية تدعى قرية فاطمة، وهي في مستغرق أجم ومياه، فوق قرية تسمى الشُّرطة من أعمال واسط. ونشأ بالعقر، قرية بنواحي البصرة.

شاهدته بإربل رجلاً قد وخطه الشيب، طويلاً، أزرق العينين، عبل البدن، في رمضان سنة ثلاث وثلاثين وستمائة، يتولى التصرف في نواحي الخاص. وسألته على من اشتغل؟ زعم أنه لم يشتغل بشيء من العلوم، وإذا أنشد قلَّ أن يلحن في إنشاده؛ ومما أنشدني لنفسه ما كتبه إلى مخدومه وهو إذ ذاك زعيم البصرة: [من البسيط]

لم يبق شأنك في عيني لذي خطر ... شأنًا ولا رفعًة تسمو لمرتفع

من أين للنَّجم نور البدر حين بدًا ... وللوحوش جميعًا هيبة السَّبع

/126 أ/ فكلُّ من يدَّعي العلياء غيرك في ... لبس ومن يتبنَّى المجد فهو دعي

فاسلم على رغم من يشناك في دعة ... من الحوادث يا ذا الحلم والورع

وأنشدني لنفسه، ما كتبه إلى بعض الصدور، وقد انقطع عنه، فبلغه عنه عتب:

[من البسيط]

إن غبت عنك فإنِّي بالدُّعا لهج ... وبالثناء على علياك معكوف

وإن حضرت فما أزداد تبصرًة ... لأنَّ قلبي إلى تلقاك مصروف

ألفت حبَّك إذ أوليتني نعمًا ... كثرًا ومن ولي الإحسان مألوف

وأنشدني لنفسه إلى بعض أصدقائه: [من البسيط]

لئن كفرت أياديك الجسام وما ... أوليتنيه من الإحسان والنِّعم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015