ثلاثة رابعهم كلبهم ... قد لعن السَّائق والقائد
[794]
محمَّد بن الحسن بن جامع بن عليِّ بن أبي كامل /125 أ/ بن أبي طالبٍ، أبو عبد الله الإربلي.
وقد سبق شعر عمّه أبي الفضل الياس بن جامع – في الجزء الأول من الكتاب -.
وأبو عبد الله رجل حافظ للقرآن العزيز، ضعيف العينين، نزل في عارضيه البياض.
رأيته بمدينة إربل سنة ثلاث وثلاثين وستمائة، وسألته عن ولادته، فلم يتحققها، غير أنه قال: لي الآن خمسون سنة. وكان سؤالي له في التاريخ الذي مرِّ ذكره.
أنشدني لنفسه، ما كتبه إلى الصاحب شرف الدين أبي البركات المستوفي – رحمه الله تعالى-: [من الطويل]
شكوت الَّذي لاقيت من نوب الدَّهر ... وما نالني بعد الثَّراء من الفقر
إلى بعض إخواني الَّذين أودُّهم ... كشفت له حالي وأظهرته سرِّي
فجاوبني جذلان من غير غمَّة ... لك الخير بارد .... الصَّدر
إلى شرف الدِّين الوزير فإنَّه ... قدير على إصراف عسرك باليسر
أبي البركات الأريحي الَّذي سما ... بمعروفه قدرًا على الأنجم الزُّهر
هو الصَّاحب المغرى بتفريق ماله ... على الطَّارق الملهوف في السر والجهر
جواد إذا ضنَّ الغمام بقطره ... فجود ندى كفَّيه يغني عن القطر
وزير فريد بالعفاف وبالتقى ... وبالحلم والعلم الغزير وبالبر
/125 ب/ له همَّة فوق الثُّريَّا يحلُّها ... وآراؤه أمضى من البيض والسُّمر