وأخبرني، أنه ولد بالبوازيج ثالث عشر رجب سنة ثلاث وسبعين وخمسمائة.

أنشدني لنفسه: [من الطويل]

وزهَّدني في صحبة النَّاس خائن ... قليل الحياجم الخنا والمعائب

يعرِّض عرضي للِّئام سفاهًة ... ويوقعني من جهله في المعاطب

ويؤيسني من كلِّ حرٍّ طلبته ... ويطمعني في نيل أحمق كاذب

دعوني أروض النفَّس في ذمِّ معشر ... هم اللُّؤم محض مذ غدو بالمثالب

فما علقت كفِّي بخلٍّ يسرُّني ... مباديه إلاَّ ساءني في العواقب

وأنشدني أيضًا قوله: [من البسيط]

مولاي لا تتعبن قلبي بهجرك لي ... فالهجر يظهر ما يخفى على النَّاس

والصدُّ مرُّ وشكواى أمرُّ إلى ... من لا يرقُّ لذلٍّ قلبه القاسي

وأنشدني لنفسه، صدر كتاب: [من الكامل]

وافى كتابك فابتهجت له ... وشكرت ما أوليت من نعم

وطفقت الثم عند رؤيته ... شوقًا إليك مواقع القلم

وأنشدني لنفسه، يهجو جماعة /124 ب/ ببغداد، إذ شرعوا في أذاه، وذكر أنَّهم كانوا يتعاشرون، وصدر منهم أشياء لا تليق في حقّه، منهم: ابن الأبله الشاعر، وابن ورد كاتب السلّة، وابن البيّع، والزهري المحدّث: [من السريع]

قل لفتى البيّع ما هكذا ... أوصاك لمَّا درج الوالد

أن تعشق المرد ولا ينتهي ... عن الخنا شيطانك المارد

إن دمت يا ثكل أبيه كذا ... سيذهب الطَّارف والتَّالد

ولابن ورد خبر مطرف ... يعلمه الغائب والشَّارد

فيه من الوصلة ما إنَّه ... يطيعه الشَّارد والوارد

ونحوه كيف تأمَّلته ... ونجوه بين الورى واحد

والحجَّة المغرور كنز البغا ... فقد دهانا شعره البارد

طور بواسطة نورين ميديا © 2015