وكنَّا سمعنا المال تعطى زكاته ... بمصرٍ فأعطينا الزكاة على الشِّعر

وأنشدني لنفسه، يمدح المولى المالك الرحيم، بدر الدنيا والدين، وعضد الإسلام /120 أ/ والمسلمين، تاج الملوك شرف السلاطين، قامع الكفرة والمتمردين، أبا الفضائل غرس أمير المؤمنين – أسعد الله جدّه، وقصم عدوه وضدّه، بمحمد وآله الطاهرين -: [من الطويل]

قليلٌ على إثر الحبيب المودِّع ... إذا كان من قاني دمي سيل أدمعي

رأى جزعي يوم الفراق فلامني ... خليلي ومن يعرض له البين يجزع

وليس بصبٍّ من نأى عنه حبُّه ... إذا فرَّ وآوى اللبيب لمضجع

وإني للمفجوع بالبين بغتةً ... وإن لم أزل أحيا بقلب مفجَّع

ولي في حمول الظّعن ريمٌ إذا نأى ... أقام هواه من فؤادي بمرتع

يذاد الكرى عن مقلتي بعد بعده ... فيرجع قلبي للحنين المرجَّع

ويلويه فرط الوجد في كل ما لوى ... فأجرع سيل الدَّمع في كل أجرع

ولائمةٍ تلحى وتعلم أنني ... أمينٌ النُّهى لا يدخل العذل مسمعي

ترغِّبني في الاغتراب لعلَّها ... تمتَّع من كسبي بوفر مجمَّع

فقلت لها واستعجلتها أمينة ... تخبِّر عن قلبٍ من الدهر موجع

/120 ب/ إليك فما عقلي لمثلك لعبةٌ ... وغير [ي] بدمع العين والشَّجو فاخدعي

أرى بائعاً من ماء وجهي وشارباً ... رضاك بوصف السائل المتضرِّع

قنعت فنلت العزَّ من غير مانعٍ ... ومن يطلب العزَّ الممنَّع يقنع

وإني حلبت أشطر الدهر يافعاً ... وأصبحت شرَّاباً عليه بأنقع

ولست بسال النَّوال سوى فتىً ... يفوت سؤال جوده وتضرُّعي

سأصنع خير الشِّعر في كل ساعةٍ ... لوصف صنيف منه غير مصنَّع

لبدرٍ يرى في كل وقت مكمّلاً ... إذ البدر بدر بعد عشرٍ وأربع

فتى سفرت بين اسمه غرَّة العلا ... وأفعاله الحسنى بتاجٍ مرصَّع

طويل نجاد السيف للخطب والندى ... محل قرى منه بباعٍ موسَّع

فتى شاع ذكراً في السَّماحة والوغى ... بجود يدٍ تهمي وقلبٍ مشيَّع

إذا أورد الأمر المهرول لم يفت ... بديهة عزمٍ منه لم تنبع

طور بواسطة نورين ميديا © 2015