شعره يتعجب، ويكثر التعجب، لكثرة ما كنت أستنشده من أشعاره ويبالغ في وصف شعره غاية المبالغة، ويمدح.

وكانت ولادته تخميناً سنة خمس أو ست وسبعين وخمسمائة، فاستوفى إحدى وستين سنة. فمن شعره: [من الوافر]

بزاهر آس خدِّك بالشَّقيق ... ودائر كأس ثغرك بالرَّحيق

عميد هوى قضيت عليه عمداً ... يهزُّ قضيب بانتك بالرَّشيق

نأيت مع الغريق فبان شوقاً ... يغرِّق نفسه إثر الغريق

ورجَّح بالأغاني في المغاني ... وبكَّى بالعقيق كالعقيق

وطاف على الرُّقاد عساه يحظى ... بزور زيارة الطَّيف الطَّروق

فصلت عليك بظهر سرجي ... ولست لشرط ذلك بالمطيق

لأن جليل ما بي منك يبدو ... بمرأى ذلك الفرق الدقيق

/119 ب/ وأنشدني لنفسه، يهجو ابن صباح الشاعر: [من المنسرح]

يا ابن صباح وتلك عنزٌ ... تدور حول القمدِّ دورا

كان قياساً لو جئت جديّاً ... بل كنت بغلاً فجئت ثورا

وقال أيضاً فيه يهجوه: [من مخلّع البسيط]

قالوا: رأينا فتى صباحٍ ... يمشي وفي رأسه قرون!

فقلت: كفُّوا، فتلك عنزٌ ... ونصلها هكذا يكون

وقال في فخر الدين عثمان – مقدم الدولة السلطانية بمصر -: [من الطويل]

أعثمان مت قتلاً بسيف محمدٍ ... وتحقيق هذا أنه ابن أبي بكر

مدحناك لا نرجو نداك وإنما ... حجىً لامرئ يرجو ندىً من صفا صخر

ولكن تصدَّقنا عليك بشكرنا ... لأن بك الفقر المكبَّ إلى الشكر

طور بواسطة نورين ميديا © 2015