يقضِّي أقاضي ليلة غير هاجعٍ ... لينظر في أحوال قاصين هجَّع

عليمٌ بخافي السِّر حتى تخاله ... تطلعه جهراً ولم يتطلَّع

حليمٌ إذا ما الطِّيش زعزع يذبلاً ... أطاف بطود منه لم يتزعزع

تقاصر أعناق الكرام إذا بدا ... لهم عن مهيب أريحيٍّ سميدع

/121 أ/ يراعون فكر في الندى ساعة الندى ... لندب بديهيِّ السَّماحة أروع

لقد منيت منه الخطوب بباسلٍ ... شجاعٍ متى يبرز له الخطب يصرع

يخوض الوغى فرداً بوجه كأنه ... سنى قمر في رأس ليث مقنَّع

يحاذر يلقى الذَّمِّ إلا مدرَّعاً ... وقد يرد الهيجاء غير مدرَّع

بصير بصيد القرن غير مخادعٍ ... خبيرٍ بوضع السَّيف في كل أخدع

مليك قلى أحوال أملاك عصره ... فردَّ لنا أيام كسرى وتبَّع

ملوكٌ تفدَّى كفُّهم بأكفِّهم ... وما هامهم منها فداءٌ لإصبع

حوى قصبات السَّبق في الفصل دونهم ... ...... على أعقاب حسرى وظلَّع

ملوكٌ رأوا الدينار رباً فأجمعوا على سجَّد منهم لديه وركَّع

أضاعوا حدود الله فاعتصموا الورى ... وولُّوا عليهم كل ..... مجدَّع

حووا صدقات الناس قسراً وزاحموا ... عليها وصدُّوا دونها كل مدقع

وكفَّوا عن الميراث كل يتيمة ... وعمُّوا بظلم منهم كل مرضع

لك الله! يا معطي الرَّغائب دونهم ... ومن دونه المظلوم غير مدفَّع

فعش أبداً واستخدم القهر مالكاً ... متى تدعه يسمع مجيباً ويسرع

ولا زالت الأعياد ترهى أهلةً ... بنور هلال بين عينيك مطلع

/121 ب/ تملَّ العلا واستجل منها غريبةً ... تغور بصافي الورد في كل مشرع

لها نسبٌ مني عريق نجاره ... إذا الشِّعر أخزى نسبةً كل مدَّعي

وإني كثير العجب من كل ناقص ... يزاحم أهل الفضل في كل مجمع

يرى بارزاً فيهم بشعر مبرقعٍ ... ووجه بالاستحياء غير مبرقع

يسابق حظِّي جهله فيفوته ... فليس يرى بعدي بجاء ولا معي

إذا كنت في فضلي عليه مقدَّماً ... فما حزني إن أخَّر الحظُّ موضعي

وما كان مثلي في جنابك مائلاً ... به الشعراء في المكان المرفَّع

طور بواسطة نورين ميديا © 2015