/117 ب/ وأنشدني لنفسه، يهجو طبيباً ذميّاً اسمه معافى كان بدمشق: [من الكامل]

من شاء ينظر في الورى ضد اسمه ... فينظرنَّ إلى معافى يكتفي

طبٌّ إذا عاد المريض تزايدت ... أمراضه وإذا تجنَّبه شفي

[790]

محمد بن منير بن البطريق بن منير بن عسكر بن أحمد بن يحيى بن الحسن، أبو بكر بن أبي النجم العجليُّ.

زعم أنه من بني عجل بن لجيم، وكتب نسبه بخط يده. وجدت فيه خللاً، يجب إصلاحه، فلذلك لم أربع فيه شيئاً أكثر من ذلك من أجداده.

وكانت ولادته ومنشؤه بالجزيرة العمرية، وخرج عنها حدثاً، وهو ابن ثلاث عشرة سنة، وقدم الموصل، وجعل نفسه سائقاً لصبيان المكتب. وتولّع بالأدب، وقول الشعر، وتردد إلى الشيخ أبي الحرم؛ فقرأ عليه أدباً وشعراً.

ثم اشتغل بالتأديب، وصار معلّماً، ورزقه الله قريحة في القريض؛ فقال منه كثيراً، ثم ترك التعليم، واستأجر دكاناً في الصفارين، فبقي فيها مدة، ثم عاد وفتح حانوتاً /118 أ/ في قيسارية البّز، وصار بزازاً، ومع ذلك لم يترك صنعة الشعر طلباً لحطام الدنيا، وشدّه حرصه عليه، والاستجداء به، والاستماحة والارتزاق؛ فحصل رزقاً صالحاً.

وكان يجمع بين التجارة والاستجداء بالشعر للملوك والأمراء والصدور والوزراء، ونفقت سوقه، ومشت أحواله.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015