على سبيل الولع.

أنشدني بنفسه، وكتب لي بخط يده، في النقيب أبي الفتوح المرتضى الحسيني، حين ردّت النقابة إليه، وكان قبل ذلك معزولاً: [من الرجز]

يا سيِّداً في المجد يقتدى به ... ويستفاد العلم من آدابه

ومن هو الظَّاهر في إحسانه ... إليَّ والطَّاهر في أحسابه

هنأك الله بها نقابةً ... تقضي على الحاسد با كتئابه

سيادةٌ عادت إلى معدنها ... وسؤددٌ صار إلى أربابه

تبسَّم الدَّهر لها طلاقةً ... ومال بالعجب على إعجابه

والدَّهر قد أنشد مسروراً بها ... قول امرئ أحسن في خطابه:

قد رجع الحق إلى نصابه ... وأنت من دون الورى أولى به

[789]

محمد بن عليِّ بن حامد بن إبراهيم بن الحسن بن عليٍّ، أبو بكرٍ المعروف بابن الماشطة الإربليُّ.

كانت ولادته بإربل، سنة اثنتين وسبعين وخمسمائة، كذلك أخبرني من لفظه. له شعر صالح في الغزل، والمعاتبة، والمدح، والهجاء، ومعظمه في الألغاز والأحاجي. وكان يتولى بإربل في عهد الملك المعظم مظفر الدين كوكبوري بن علي بن بكتكين – رضي الله عنه – أعمالاً شتى.

أنشدني لنفسه: [من الطويل]

لحا الله حماماً أرتني صروفها ... بعيني فيها ضدَّ ما أتمنَّاه

أرتني من لا قدرةٌ لي بأن أرى .... ما بين الأنام محيّاه

وأنشدني لنفسه في حكيم يلقب "الشمس ختن الرحبى" وكان طبيباً حاذقاً في صنعته. وكان قد كثر الموت بدمشق: [من الخفيف]

قيل لي زاد في فناء جلِّق المو ... ت فعيشٌ بربعها لا يطيب

قلت هذا لغظ أيوجد ميتٌ ... في فناها والشمس فيها طبيب

طور بواسطة نورين ميديا © 2015