وأتيتك أشكو صرف دهرٍ وعيلةً ... وصالهم عندي أمرُّ من الصَّدِّ
كأنَّهم .... في منىً ... عراةٌ بلا إحرام فضلاً عن الوفد
وقد مسَّهم بردٌ شديدٌ وليس لي ... يضمُّهم إلا حصيرٌ من البردي
وقال يمدح عماد الدين أبا القاسم عبد الرحمن بن محمود بن بلدجي الفقيه الحنفي المدرس /116 أ/ الموصلي: [من الكامل]
لو شام بارق رامةٍ حادي السرى ... ما مال بالعيس الشام وعوَّرا
أو لو تفهَّمت السَّحاب وصوبها ... بندى عماد الدِّين ما مطر الثَّرى
يغني عن المزن البالد بنيله ... وعن الصَّباح بوجهه أن يسفرا
وتكلَّف الشُّعراء فاضل جوده ... شكراً يجل عن الثنا أن يحصرا
متعوِّدُ بذل اللُّهى لعفاته ... قبل السؤال معوِّدي لبس الفرا
فعليه دفع القرِّ عنِّي في الشِّتا ... وعليَّ بثُّ صنيعه بين الورى
وأنشدني في إنسان، يلقب غرس الدين، أصابه سهم: [من الخفيف]
لا تظنُّوا .... بمولاي غرص الـ ... ـدِّين إذ لم يردَّ سهماً تعدَّى
إنما السهم قاصدٌ وهو قد عا ... هد قدماً أن لا يخيِّب قصدا
[788]
محمد بن سعيد بن هاشم بن عبد الواحد بن أحمد بن هاشمٍ؛ أبو المعالي بن أبي البركات الأسدي، المعروف بابن الخطيب.
من أبناء الخطباء، وبيت الخطابة /116 ب/ بحلب المحروسة.
كانت ولادته فيما أخبرني من لفظه سنة سبع وتسعين وخمسمائة.
وهو شاب ذو رواء ومنظر لطيف الشكل، جميل الخلقة، يعاني الكتابة الإنشائية ويتزيّا بزيّ الجند.
رأيته متعلقاً بخدمة الأمير نصرة الدين أبي منصور مروان بن صلاح الدين يوسف بن أيوب بن شاذي بن مروان بحلب، كاتب إنشاء؛ وربما نظم شيئاً من الشعر