اعتني بسماع حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، فرحل في طلبه إلى بغداد سنة ثلاث عشرة وستمائة. وسمع رجال الحديث بها، وكتب عنهم.
ولقي في رحلته أصحاب أبي الفضل محمد بن عمر بن يوسف الأرموتي، وأصحاب أبي بكر محمد بن عبيد الله بن نصر بن الزّاغوني، وأصحاب أبي بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري – قاضي البيمارستان – وأصحاب أبي عبد الله محمد بن محمد بن أحمد السلال الوراق، وغيرهم من هذه الطبقة بمدينة السلام.
وهو يسلك طريق التصوف، ويخالط المتصوفة والفقراء، ولم يكن أحد من أبناء جنسه يشابه حسن خطه. وله أشعار في مديح، وغزل، وهجاء، وغير ذلك.
أنشدني لنفسه في قصيدة أولها: [من الخفيف]
غير مجد إن عنَّف العذَّال ... أقصروا في ملامهم أو أطالوا
أنا لا أسمع الملام ولا يو ... جد عندي في حبِّ حبِّي ملاك
ومحالٌ أن يسمع الهجر في الهجـ ... ـر محبٌّ فلا عليه الوصال
/110 ب/ يا عذولي نكب هديت فعندي ... قد تساوى فيه الهدى والضلال
غير أني التذُّ ذكراه شوقاً ... فلقلبي لذكره بلبال
مذ جفاني جفا الرُّفاد جفوني ... فاللَّيالي القصار فيه طوال
لم تدر قط سلوةٌ في ضميري ... وليت ذاك ينال
وقلاني دمعي كوجنته الحمـ ... ـراء قان سحابه هطال
بأبي ثم بي وأهلي وصحبي ... أهيفٌ لحظ طرفه بتَّال
ذو قوامٍ لدن وجفن سقيم ... ذا اعتدال به وهذا اعتلال
مخطف الخصر أهيفٌ حصر الريـ ... ـق سلال بذا وذا سلسال
ومن مديحها قوله:
فهو مالٌ لمن يروم نداه ... وهو للذخر والطريد مال
وهو رب العرض المصون ولكن ... عرض المال من يديه يذال
وأنشدني لنفسه من أخرى: [من الكامل]
أغرى ملامك مستهاماً مغرماً ... لما ذكرت حديث سكَّان الحمى