ولم يرني إلاَّك مذ كنت عارياً ... وثوبي على مرِّ الدُّهور ممزَّق
فما وفِّقوا أن يفعلوا ما فعلته ... لأنك من دون الجميع موفَّق
قدم لابساً ثوب البقاء مطرَّزاً ... بطرزتنا ما تعفى مطوَّق
وأنشدني لنفسه: [من مجزوء الكامل]
قسماً بصبح جبينه ... وبليل طرَّة شعره
وبطرفه السَّاجي الكحيـ ... ـل وما حوى من سحره
/109 ب/ وبخدِّه الضَّرج الأسيـ ... ـل وسالفيه ونحره
وبريقه العذب الشهـ ... ـيِّ وعقد لؤلؤ ثغره
وبلين غصن قوامه الـ ... ـغضِّ الرَّشيق وخصره
إني قتيلٌ في هوا ... هـ بسيف مؤلم هجره
ما ضرَّه لو رقَّ لي ... أو فكَّني من أسره
حاز القلوب هوىً كما ... حاز الجمال بأسره
وأنشدني أيضاً قوله: [من المديد]
مالكي يا غوث مشبهه ... عزَّ عن كونٍ فلم يكن
غنجٌ في طيِّ ناظره ... سرُّ سحر شيب بالفتن
جل عن علم يحيط به ... لغبيٍّ كان أو فطن
أبداً ما زال ناظره ... ذاك وسناناً بلا وسن
فتنت بالحسن صورته ... كل مخلوقٍ مدى الزَّمن
حسنه أعدى ولا عجبٌ ... كل ظبيٍ غيره حسن
كل عقَّارٍ له وثنٌ ... وهو في دين الهوى وثني
[786]
محمد بن مكيِّ بن عبد الملك /110 أ/ بن أبي حرب بن حمدان أبو عبد الله الإربليُّ.
شاب أسمر، قصير، نزل الشيب بعارضيه.
أخبرني أنه ولد في أوائل سنة ثمان وتسعين وخمسمائة.