/ 248 ب/ وأنشدني، قال: أنشدني لنفسه: [من السريع]
ما صاحبٌ يسعى على رأسه ... للنفع بين النَّاس والضُّر
معكوسه منقصةٌ في الورى ... لا ترتضى للماجد الحرَّ
حوى علوم الخلق من عابر ... وغابر في سالف الدَّهر
وهو إذا استودع سرًا فلا ... يحفظ ما استودع من سرَّ
وطالما أجرى دماء وكم ... فرَّج بعد العسر باليسر
وقد تراه صامتًا ناطقًا ... ممتهنًا مرتفع القدر
فاعجب لناهٍ آمرٍ لم يزل ... ممتثل النَّهي مع الأمر
وأنشدني، قال: أنشدني لنفسه: [من الخفيف]
قلت لمَّا سئلت عن كنه حالي ... من هوى نجمه فكيف يكون؟
أنا ممَّن أصابه حادث الدَّهـ ... ـر فأمسى لريبه يستكين
أتمنَّى خلًا أمينًا على الدَّهـ ... ـر أراه وأين خلُّ أمين!
وأنشدني، قال: أنشدني لنفسه: [من الكامل]
إنَّ البلاغة إن أردت بيانها ... فضلٌ لمعنًى زانه الإيجاز
كالوعد أحسن ما يكون لآملٍ ... من ذي النَّوال أتمَّه الإنجاز
/ 249 أ/ وقال يصف زهر الخشخاش، وأنشدنيه: [من البسيط]
أمأ ترى زهر الخشخاش حين بدا ... تقلُّه في الرِّياض الخضر قضبان
كأنَّه لعيون النَّاظرين يرى ... مشاعلًا أضرمت فيهنَّ نيران
وله أيضًا فيه، وأنشدنيه عنه: [من الوافر]
سقى صوب الحيا روضًا نزلنا ... به مذلاح للإصباح فجر
وقد أبدى به الخشخاش وردًا ... يحيِّر ناظرًا فيه وفكر
كأنَّ بدائع الأزهار فيه ... مطارد عسكر بيضٌ وحمر
وله: [من المتقارب]
قنعت بميسور قسم الإله ... وقد كان من باليسر اقتنع
وأصبح راض بخاء الخمول ... ونون النَّباهة عنه رفع