كان رجلًا صالحًا متدينًا، سمع بدمشق أبا المكارم عبد الواحد بن محمد بن المسلم. كان من فقهاء الحنابلة؛ محدّثًا عالمًا مناظرًا، حسن العلم والكلام، عارفًا بالتفسير.

تفقه بمدينة السلام، وسمع الحديث من شهدة بنت الأبري، وابن تغوبا [وأبي محمد بن الخشاب، وأبي الحسين عبد الحقّ بن عبد الخالق بن يوسف] وغيرهم. وعاد إلى دمشق؛ حدّث بمسند مسدد بن مسرهد، عن أبي الحسن علي بن المبارك بن تغوبا، ووعظ الناس.

وتوفي في أواخر صفر سنة ثماني عشرة وستمائة. وكانت ولادته في سنة خمسين وخمسمائة.

رأيت له هذه الأبيات، رواها عنه إنشادًا من لفظه أحمد بن الحمزة أبو الحسين السلمي العدل: [من الكامل]

قربت وحانت أوبة التَّرحال ... عن هذه الدُّنيا بلا إشكال

/ 245 أ/ الأرض قد منعت كلاها والسَّما ... ضنَّت وذلك رائد الأهوال

ظهر الفساد ببرِّها وببحرها ... وتنكَّرت أحوالها في الحال

لم يبق في الدُّنيا جميلٌ ظاهرٌ ... إلَّا أقاصيص الزَّمان الخالي

هل في الورى متيقِّظ متحفِّظٌ ... يدع التَّواني عنه في الأعمال

[718]

محمَّد بن المظفر بن عمر بن الحسين بن المظفر، أبو طاهرٍ- من أهل قزوين- الفقيه الشافعي الواعظ.

نزيل منبج، المدعو بالناصح.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015